١ ـ أنّ القاضي والشاهد ومنفذ الحكم هو واحد ، كما هو عليه الحال بالنسبة للقيامة : (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ انْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ) (١)
٢ ـ ليس هنالك من توصية ورشوة وواسطة في محكمة الضمير بالضبط كما في محكمة القيامة : (وَاتَّقُوا يَوْمَاً لَاتَجزي نَفْسُ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلَايُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَة وَلَايُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَاهُمْ يُنْصَرُونَ) (٢)
٣ ـ تعالج محكمة الضمير أهم وأضخم وأعقد القضايا في أقل مدّة ممكنة وتصدر أحكامها بسرعة ، فلا إستئناف ولاتمييز ولاتجديد نظر ولا أشهر وسنوات من تضييع الوقت ، وهذا هو شأن محكمة القيامة : (وَاللهُ يَحْكُمُ لَامُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (٣).
٤ ـ أنّ العقوبة والجزاء وخلافاً للعقوبات العادية المتعارفة في هذا العالم فهي تنقدح في الباطن ثم تسري إلى الخارج ؛ إنّها تؤرق روح الإنسان في البداية ثم تظهر آثارها على جسمه ونومه وطعامه ، على غرار القيامة : (نَارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ* الَّتي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفِئدةِ) (٤)
٥ ـ لاتحتاج محكمة الضمير إلى الشاهد والحاضر ولا تحتاج في حصولها على المعلومات إلى خارج الإنسان ونفس الإنسان يدلي بالشهادة لنفعه أو ضرره كمحكمة القيامة التي تشهد فيها أعضاء الإنسان وجوارحه على أعماله : (حَتَّى اذَا مَا جَاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ) (٥)
فهذا الشبه العجيب بين هاتين المحكمتين هو دليل آخر على كون هذه
__________________
(١) سورة الزمر ، الآية ٤٦.
(٢) سورة البقرة ، الآية ٤٨.
(٣) سورة الرعد ، الآية ٤١.
(٤) سورة الهمزة ، الآية ٦ ـ ٧.
(٥) سورة فصلت ، الآية ٢٠.