تكون تلك التي نراها بفعل نشاط قوّة الواهمة والمتخيلة ، أو أنّها ما تفصح عن محتويات الضمير.
ولسنا بصدد معرفة المصدر الذي تستند إليه الرؤيا وإلى ماذا تستند فعاليتها؟ وهل ترتبط بالماضي أم المستقبل؟ والكلام في أنّ المشاهد الواسعة التي نراها في عالم المنام لابدّ أن يكون لها حيزاً في وجودنا ، فهل هذا الحيز في خلايانا الدماغية وداخل الجمجمة ، أم أنّها ترتسم على لوحات أخرى بنقوشها الكثيرة.
مثلاً نرى في المنام أننا جلسنا في بستان يضم مسبحاً كبيراً في وسطه وتتقاذفه الأمواج المتكسرة والجميلة ، ويقع هذا البستان على سفح جبل شاهق يرتفع إلى عنان السماء.
لا يهمنا إرتباط هذا المشهد بالماضي أم المستقبل ، لكن على كل حال يلزم موضع لهذا المنظر الذهني على غرار تلك اللوحة التي رسم عليها ، فهل هذا الموضع هو خلايا الدماغ؟ سنقف عمّا قريب على أنّه ليس كذلك ، وعليه فموضعه شيء آخر نسميه «الروح».
وعلى كل حال سنرى ما المدى الذي يسع الرؤيا أن تزيحه من غطاء عن أسرار الروح ، كما تدل على أنّ هذه المسألة كما كانت في البداية مفتاحاً للحركة في منطقة الروح الواسعة ، فانّها أصبحت اليوم تشكل الدليل الفلسفي وحتى التجربي في هذا المجال ، ونترك البحث لمتابعة الأدلة الحديثة على إثبات وجود الروح التي توصل إليها العلم والفلسفة ، والمراد هنا فقط الإشارة إلى تاريخ ظهور الحوار بشأن الروح على مستوى العموم وأفكار العلماء.
* * *