والآن لابدّ من رؤية موضع النزاع بين «الماديين» و«فلاسفة الميتافيزيقيا (١) والروحيين»؟
الإجابة على هذا السؤال هي : يرى علماء الإلهيات والروحيون أنّ هناك حقيقة أخرى وجوهراً كامن في نفس الإنسان من غير جنس المواد التي تشكل بدنه ، والتي يتأثر بها بدن الإنسان بصورة مباشرة.
بعبارة أخرى : إنّ الروح حقيقة ما وراء الطبيعة تختلف بنيتها ونشاطها عن بنية ونشاط عالم المادة ، نعم هي مرتبطة دائماً بعالم المادة إلّاأنّها لا تتصف بخصائص المادة.
وبالمقابل هناك الفلاسفة الماديون الذين يعتقدون بعدم وجود موجود مستقل عن المادة يدعى الروح أو أي اسم آخر ، وكل ما موجود هو هذه المادة الجسمية أو آثارها الفيزيائية والكيميائية ، لدينا بعض الأجهزة من قبيل الدماغ والأعصاب والتي تقوم بجانب مهم من نشاطاتنا الحياتية وهي كسائر الأجهزة البدنية المادية والتي تمارس وظائفها في إطار قوانين المادة.
ولدينا غدد تحت اللسان تعرف باسم «غدد البزاق» والتي تقوم بوظائف فيزيائية وكيميائية ، فما إن يرد الطعام الفم حتى تبدأ هذه الغدد بممارسة وظيفتها بفرز السوائل الكافية لترطيب الطعام وسحقه ، وإن كان الطعام يشتمل على بعض الماء فانّها تفرز سائلاً بالقدر الذي يرطبه أيضاً ؛ أي بمقدار أقل ، بينما تضاعف من هذا السائد إن كان الطعام يشتمل على بعض الحوامض بحيث يترطب بالشكل الذي لايسبب أي ضرر على جدار المعدة.
فإذا ما إبتلع الإنسان الطعام قعدت هذه الغدد عن العمل ، وزبدة الكلام
__________________
(١) المراد بالميتا فيزيقيا ما وراء الطبيعة.