أن من يبقى وحيداً في البيت ويخشى اللص يراه في المنام.
ولفرويد وأنصاره وأتباع مدرسته تفسير وتعبير مادي آخر للرؤيا ؛ فبعد مقدمات طويلة عريضة يصرحون بأنّ الرؤيا هي عبارة عن إشباع الرغبات المكبوتة. (١)
وتوضيح ذلك : أنّ للنفس بعدان : «الشعور» وما هو يرتبط بالفكر اليومي والمعلومات الإرادية والإختيارية للإنسان و«اللاشعور» وما يختفى في الضمير الباطني للإنسان بصورة رغبة لم تشبع ، فهم يقولون عادة ما تكون لنا رغبات لم نستطع إشباعها فبقيت هذه الرغبات مكبوتة فإن؟ نمنا برزت إلى السطح وقد لا تحتاج أحياناً إلى تعبير (كالعاشق الذي يرى حبيبته المفقودة في المنام) وأحياناً تتغير إلى أخرى وبهذه الحالة تحتاج إلى تعبير ، وبناءاً على هذا فالرؤيا إنّما ترتبط دائماً بالماضي وليس لها من صلة بالمستقبل لتخبر عنه ، وهي وسيلة ممتازة للإطلاع على اللاشعور ، ومن هنا يعتمد عليها في عالج الأمراض الروحية التي تستند إلى كشف اللاشعور عن طريق تنويم المريض ، ويعتقد بعض علماء الأغذية أنّ هناك علاقة بين الرؤيا والحاجة البدنية للغذاء ، فيرون مثلاً أنّ الإنسان إذا رأى في المنام أنّ الدم يخرج من أسنانه فمعنى ذلك قلّة فيتامين (*) في بدنه وإن رأى مشيب شعر رأسه فهو يعاني من نقص فيتامين (*).
* * *
وأمّا فلاسفة الروح فلهم تفسير آخر للرؤيا والنوم حيث يرون النوم والرؤيا على أقسام :
١ ـ النوم الرؤيا المتعلقة بماضي الإنسان ورغباته وآماله والتي تشكل
__________________
(١) أصول علم النفس لفرويد ، ص ١٣٦.