وليس له أن يكون جزءاً منه (عليك بالدقّة).
نعم لو فرضنا أنّ إنساناً تغذى على بدن آخر لمدّة سبع سنوات بحيث لم يتناول شيئاً غيره بما في ذلك الماء والهواء ، ففي هذه الحالة سيكون بدن الإنسان الأول جميع بدن الثاني ، ولكن واضح أنّ هذا الموضوع ليس أكثر من فرض ، ولايمكن لشخص أن يستغني سبع سنوات عن الماء والهواء ، إضافة إلى أنّ هذا الأمر ليس له عادة صورة خارجية بأن يقتصر غذاء الإنسان على مواد بدن آخر (بغض النظر عن مسألة الماء والهواء).
والنتيجة لايمكن إتحاد بدنين بصورة تامة ومن جميع الجهات ، بل يمكن البدن أن يكون جزءاً من بدن آخر (عليك بالدقّة أيضاً).
٥ ـ كل خلية من خلايا بدننا تضم جميع شخصيتنا بحيث لو نمت لاستطاعت تشكيل بدننا ، وبعبارة أخرى فإنّ كافة خصوصيات بدننا كامنة في كل خلية ، ويتضح هذا الموضوع سيّما بالنظر إلى أبحاث الجينات وأنّ في نواة كل خلية داخل الكروموسومات ذرات غاية في الصغر تعرف باسم الجينات التي تحمل كافة صفات الإنسان ، ولاينحصر هذا الموضوع ببدننا ، بل هو قانون يصدق على جميع الكائنات الحية ، ومن هنا نرى كيف يكثرون الأشجار حيث يغرسون غصن صغير في وسط مساعد ثم يتحول تلقائيا إلى شجرة كاملة ، وقد أجريت بعض التجارب على الحيوانات البسيطة مثل بعض الدود أنّه إذا قطّعت عدّة قطع فإنّ كل قطعة تتبدل بالتدريج إلى حيوان كامل. ويبدو هذا الموضوع ليس بمستبعد عن الإنسان من الناحية الاصُولية والكلية ، يعني لو أمكن توفير ظروف مناسبة فإنّ كل خلية من خلايا بدن الإنسان تستطيع بمفردها أن تكوّن إنساناً يشبهه بكل شيء ، بل هو نفسه ، أو لم نكن يوماً خلية أحادية نمت تصاعدياً حتى تكونت الأعضاء