المختلفة بالتدريج ، أو ليست هذه الأعضاء والأجزاء قد ظهرت من إنقسام تلك الخلية الأحادية؟ أي أنّ الخلية الأولى نمت وتحولت إلى خليتين ثم نمت هاتان الخليتان وتحولتا إلى أربع خلايا وهكذا تزايدت فكونّت جميع عضلات البدن ، وعليه فكل خلية يمكنها بمفردها أن تبني جميع بدن الإنسان.
وأحياناً نرى قطعة قد فصلت من بدن الإنسان بفعل حادثة ، وسرعان ما تقوم الخلايا المجاورة لها تملأ مكانها واستعادة ذلك الجزء.
٦ ـ هل تتغير شخصيتنا من الناحية الجسمية بزيادة ونقصان وصغر وكبر موادها؟ قطعاً لا.
مثلاً كنّا في اليوم الأول نطفة ذات خلية واحدة ، وأصبحنا بعد عدّة أسابيع جنيناً يزن عدّة غرامات ، ثم يصبح وزننا بعد أشهر كيلوين أو ثلاثة كيلو غرامات ويعقب ذلك ولادتنا ويختاروا لنا إسماً ، ولكن لم نكن حين الولادة نزن أكثر من ثلاث كيلوات فإن كبرنا بمرور الزمان قد نصل إلى سبعين كيلو غرام ، وربّما ضعفت عضلاتنا وعظامنا في حياتنا المستقبلية فيهبط وزننا إلى أربعين كيلو غرام. فهل تبدل هذه التغييرات شخصيتنا من الناحية الجسمية؟ يعني لم نعد ذلك الوليد في اليوم الأول؟ ذلك الجنين والنطفة الآحادية الخلية ، وإن هبط وزننا بفعل المرض والكهولة فبلغ نصف الوزن الفعلي ، فهل لسنا ذلك الشخص السابق؟ ألا توجد شخصية واحدة في ظل كل هذه التغييرات والتبدلات؟
الإجابة على هذه الأسئلة واضحة وهي : هناك واقعية واحدة في ظل كل هذه التغييرات والتحولات والتي نعبّر عنها باسم زيد أو عمرو أو مسعود أو فاطمة ، وعليه فشخصية الإنسان لا تغيير تبعاً لتغير مادته الجسمية