وزيادتها ونقصانها.
* * *
وبعد أن إتضحت هذه المقدمات الست نعود إلى أصل البحث لنرى هل تخلق تغذية إنسان على بدن آخر مشكلة بالنسبة للمعاد الجسماني أم لا؟ الحقيقة أنّها لا تخلق أية مشكلة ، لأنّ الأجزاء الأجنبية الموجودة في بدن الإنسان تعود إلى موضعها الأصلي يوم القيامة ولا تبقى سوى أجزاء نفس البدن ، لأنّه كما قلنا أنّ البدن لايصبح جميع بدن إنسان آخر أبداً ، بل يصبح جزءاً منه ، وعليه فإن إنفصل منه ستبقى له بعض الأجزاء (عليك بالدقّة).
وهذا مسلّم من أنّ البدن الثاني إنّما يصغر ويضعف بنفس النسبة التي يفقد بها الأجزاء الأجنبية المتناثرة في جميع البدن ، ولكن واضح أنّ ذلك لا يخلق مشكلة ، فكما قلنا لو بقيت من البدن الثاني خلية واحدة لأمكنها أن تنمو وتكوّن البدن الأصلي ، فضلاً عن بقاء الكثير من البدن الثاني.
وبناءاً على ما سبق فإنّ الأجزاء الباقية من كل بدن مهما كانت قليلة ستنمو وتتكامل يوم القيامة (في مدّة زمانية قصيرة أو طويلة) وتشكل البدن الأولي وليس هنالك أية مشكلة تترتب على هذا الأمر فالبدن هو البدن والشخصية هي الشخصية والصفات والمشخصات هي نفس الصفات والمشخصات ولذلك ستكون العينية والوحدة محفوظة بين البدنين.
لعلنا لا نحتاج إلى التذكير بأنّ هذا السبيل لحلّ مشكلة الآكل والمأكول لا يرتبط بفرضية الأجزاء الأصلية وغير الأصلية ، لأنّ جميع الأجزاء أصلية من وجهة نظرنا وكلّها قابلة لأن تستقطب من البدن الآخر.