عَمِلُوا السَّيِّئاتِ الَّا مَاكَانُوا يَعْمَلُونَ)
وقد أوردنا عدّة توضيحات بهذا الخصوص في بحث تجسم الأعمال.
* * *
وبعد أن إتضحت هذه المقدمات الثلاث لا تبدو الإجابة على الإشكال صعبة ، ويكفي في الوصول إليها الإجابة على هذه الأسئلة : لنفرض شخصاً أصيب بقرحة في المعدة إثر تناوله المشروبات الكحولية لاسبوع متتالي بحيث لابدّ له من تحمل هذا الألم إلى آخر عمره ، فهل هذا التناسب بين العمل السيىء ونتيجته على خلاف العدل؟
وإذا فرضنا أنّ عمر هذا الفرد بدلاً من ثمانين سنة كان ألف أو مليون سنة ولابدّ أن يتحمل الألم لمليون سنة بسبب تهوره لاسبوع ، فهل هذا يناقض العدالة؟ والحال قد أنذر سابقاً من العاقبة الخطيرة لهذا العمل.
ولنفرض أنّ فرداً ضرب عرض الحائط قوانين المرور التي تعود رعايتها بالنفع العام والحد من الحوادث ، ولم يصغ لأقوال الأصدقاء وتحذيراتهم فارتكب حادثة في لحظة ففقد عينيه أو يديه ورجليه ، وعليه أن يتحمل لسنين طوال هذا العمى أو قطع اليد والرجل ، فهل هناك من تناقض والعدالة؟
وقد ضربناً سابقاً مثالاً بهدف تقريب المطالب العقلية للذهن ، فقلنا نفرض شخصاً زرع شوكاً ثم رأى نفسه بعد بضعة أشهر وسط مساحة شاسعة من الشوك فهي تؤذيه دائماً ... أو نثر بذور الزهور ـ عن علم ـ ليرى بعد مدّة أنّه وسط حديقة غنّاء مليئة بالأوراد والزهور بروائحها العطرة ، فهل مثل هذه الأمور التي تمثل نتائج عمله تتنافى والعدل ، والحال ليست هناك من مساواة بين كمية العمل ونتيجته ، ونستنتج ممّا سبق :