٢ ـ جنّة البرزخ.
٣ ـ جنّة المأوى في العالم الآخر.
جنّة الدنيا ظاهراً هي هذه البساتين النضرة لهذا العالم ، فمثلاً ورد في القرآن الكريم بشأن قوم سبأ ـ اولئك القوم المتحضرون الذي عاشوا في أرض اليمن ومازال علماء الاثار يهتمون بآثار مدنيتهم ـ قوله :
(لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ في مَسْكَنِهِمْ آيَة جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشَمِالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقٍ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَة طَيِّبَة وَرَبّ غَفُور) (١)
ولا تقتصر مفردة «الجنّة» على حدائق الدنيا المخضرة بهذا المورد ، فقد ورد هذا التعبير في مواضع أخرى من القرآن ، والاحتمال القوي أنّ جنّة آدم كانت إحدى حدائق الأرض الخضراء ، وهبوط آدم عليهالسلام من الجنّة إلى الأرض هو نوع من الهبوط المقامي (٢) ، لأنّ آدم عليهالسلام انتخب منذ البداية خليفة لله في الأرض ، هذا من الناحية المادية ؛ ومن الناحية المعنوية فقد سميت مجالس العلم بستان من بساتين الجنّة.
* * *
الجنّة والنار البرزخية ، مركز للنعمة والعذاب للمحسنين والمسيئين في «عالم البرزخ» يعني العالم الكائن بين الدنيا والآخرة ، كما ورد بشأن الشهداء في سبيل الله : (... بَلْ هُمْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رِبِّهِمْ يُرزَقُونَ) (٣).
أو أنّ الشهيد حين يقع على الأرض يسقط في أحضان أهل الجنّة (٤).
أو سائر العبارات من هذا القبيل التي تفيد دخول بعض الأفراد الجنّة
__________________
(١) سورة سبأ ، الآية ١٥.
(٢) راجع التفسير الأمثل ، ج ١.
(٣) سورة آل عمران ، الآية ١٦٩.
(٤) تفسير مجمع البيان ، ج ٢ ، ص ٥٣٨ ضمن حديث مفصل.