حين موتهم (١) ، كل هذا يتعلق بالجنّة البرزخية.
كذلك العقاب الذي ورد في الآيات القرآنية والروايات الإسلامية بشأن الظلمة والطغاة إنّما يرتبط بالنار البرزخية.
والجنّة والنار البرزخية التي يعبر عنها أحياناً بجنّة المأوى أو جنّات عدن وأحياناً أخرى ناراً خالداً فيها هي مركز للرحمة أو العذاب الأليم في عالم القيامة الذي يفوق هذا العالم سعة ، لكن أحياناً يحصل خلط في هذه المعاني الثلاث للجنة والنار والذي أدى إلى نتائج خاطئة بهذا الشأن.
* * *
ونعود الآن إلى أصل البحث :
كان السؤال الأول هل للجنّة والنار الآن من وجود خارجي؟
والحال أنّ عدداً من علماء الإسلام المعروفين ـ من الفريقين ـ مثل علم الهدى السيد المرتضى والسيد الرضي وكذلك عبد الجبار وأبو هاشم وهما من علماء العقائد يرون عدم وجود الجنّة والنار الآن وستجدان فيما بعد ، بينما يؤمن أغلب العلماء بوجودهما الآن ، وهنالك العديد من القرائن والشواهد على هذا الموضوع ومنها :
١ ـ (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً اخرى* عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنتَهى* عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى) (٢)
فالآيات تتحدث عن معراج النبي صلىاللهعليهوآله وتفيد وجود الجنّة.
٢ ـ (وَانَّ جَهَنَّمَ لُمحيطَة بِالْكَافِرينَ) (٣)
فالتعبير في الآيتين يفيد الإحاطة الفعلية للنار بالكافرين حيث تطلق
__________________
(١) المصدر السابق.
(٢) سورة النجم ، الآية ١٣ ـ ١٥.
(٣) سورة التوبة ، الآية ٤٩ وسورة العنكبوت ، الآية ٥٤.