جهنم عادة على النار.
٣ ـ (اعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) و (اعِدَّتْ لِلْكَافِرينَ) التي وردت في مختلف الآيات القرآنية هي شاهد آخر على الموضوع (١). هذا من جانب.
ولكن من جانب آخر يستفاد من بعض آيات القرآن أنّ عرض الجنّة السماوات والأرض : (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمواتُ وَالأَرْضُ اعِدَّتْ لِلْمُتَقِينَ) (٢) فقد عبرت الآية عن عرض الجنّة بعرض السموات والأرض ، بينما عبرت آية أخرى بعرض السماء والأرض ، والفارق بين التعبيرين واضح.
فقد ورد في آية : (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرضِ السَّماءِ وَالأَرْض) (٣)
(من الواضح أنّ العرض في الآية لايراد به العرض الهندسي الذي يقابل الطول بل المراد به العرض اللغوي بمعنى السعة).
وهنا يطرح هذا السؤال : فمن جانب يَقول ظاهر الآيات القرآنية أنّ الجنّة والنار موجودان الآن ، ومن جانب آخر فإنّ سعة الجنّة بقدر سعة السماء والأرض ، فأين سيكون هذا المكان؟
أضف إلى ذلك ففي هذه الحالة سوف لن يكون هناك من موضع لجهنم؟ وهنا يساورنا هذا الفكر أنّ كلاهما في باطن هذا العالم ، ولا نرى اليوم هذا البطن ، إلّاأنّها يظهران ذلك اليوم بمقتضى : (فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطائَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَديدٍ) (٤) وكل إنسان يحصل على نصيبه بقدر إستعداده!
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية ١٣١ و ١٣٣ وسورة البقرة ، الآية ٢٤.
(٢) سورة آل عمران ، الآية ١٣٣.
(٣) سورة الحديد ، الآية ٢١.
(٤) سورة ق ، الآية ٢٢.