يمكن أن يخطر هذا الكلام العجيب إلى أذهاننا ، إلّاأنّنا نستطيع تقريب ذلك إلى الذهن بمثال : نعلم إنّنا لا نسمع الأمواج الصوتية لهذا العالم وليس لنا سوى سماع بعض الأصوات التي لها ذبدبات معينة ولا نسمع غيرها بأي شكل من الأشكال.
من جانب آخر نعلم أيضاً أنّ محطات إرسال الدنيا تبث أمواج خاصة مستمرة ليل نهار لا نتمكن من سماعها دون أجهزة لاقطة.
ولنفرض أنّ مرسلتين قويتين تقوّي أمواجها فضائيات كبيرة وتغطى جميع أنحاء الكرة الأرضية واحدة في الشرق والأخرى في الغرب ، تبث أحدهما آيات قرآنية بصوت مليح يداعب روح الإنسان ويجعله يعيش الجذبات الإلهية.
بينما يبث من المرسلة الثانية صوت مزعج ومؤذي يسبب تعب الروح وإرهاقها إلى جانب الأذن وبالتالي تستبطن العذاب الأليم!
وهاتين المجموعتين من الأمواج تسير مع سائر الأمواج الصوتية في الفضاء وقد ملأت كل مكان ، ولكنها ليست قابلة للإحساس في الحالة العادية ، فإن كانت لنا مستقبلة ذات موجة واحدة تلتقط مركزاً واحداً وذلك مركز إرسال الصوت اللطيف والمليح ، فمن الطبيعي إنّنا نفتحه كل لحظة لنغرق في هالة من السرور واللذة والمعنوية ، والويل لنا لو إقتصرت مستقبلتنا على سحب أمواج المرسلة الثانية ونجبر أيضاً على رؤيتها ، ولَكَم أن تتصوروا مدى الألم والإنزعاج الذي نعاني منه ليل نهار.
طبعاً لم نرد سوى بيان مثال من أجل تقريب المطلب إلى الذهن ، والآن عليك بالتمعن والتأمل : ألا يمكن أن تكون الجنّة والنار موجودة في أبعاد أخرى من هذا العالم لا نشعر بها ، أي في عمق وجوف هذا العالم ،