تقودنا حالة عدم الدقة التي نمارسها فنطلق جزافاً أنّ هذه الأشياء قد فنت ، في حين ليس هنالك شيء يفني بل يتحول من شيء إلى آخر. والواقع هو أنّ هذه العملية بالضبط كتبديل النقود من عملة إلى أخرى باسعار ثابتة ـ من قبيل تبديل الدولار إلى دنيار ـ فلم يحصل سوى تبدل شكل العملة وإلّا فقيمتها ثابتة ويمكن إعادة العملة الأخيرة إلى سابقتها في أي وقت ، وهذا ما عليه الحال بالنسبة لمواد العالم التي تتحول من شكل إلى آخر.
وعلى هذا الأساس ففي قضية تشتت ذرات بدن الإنسان ليس هنالك شيء يفنى ويزول وقد ادخر في صندوق توفير عالم الطبيعة ويمكن سحبها في أي زمان.
طبعاً هنا مسألة أخرى مطروحة وهي أنّ هذه الأجزاء قد تصبح أحياناً جزءاً من بدن إنسان آخر ويبدو أنّ ذلك يسبب بعض المشاكل بخصوص إعادة حياة الموتى ، حيث يمكن أن تتصارع عدّة أرواح بغية الحصول على بعض الأجزاء المعينة حيث تدعي كل روح أنّ ذلك الجزء لها ، إلّاأنّنا سنرى قريباً أنّ هذا خطأ محض وليس هنالك أي صراع من هذه الناحية ، وحتى لو فرض أنّ إنساناً إلتهم بدن إنسان آخر فليس هنالك أدنى مشكلة في أمر معادهما.
على كل حال فإن حسابات لافوازية صحيحة في كافة المواضع سوى في موضع واحد تفقد فيه المادة وجودها تماماً دون أن تتبدل إلى مادة أخرى ، وذلك في إنقسام الذرات والإنفجارات الذرية حيث تتحول فيها المادة إلى طاقة ، ويعتبر أول من إكتشف ذلك لأول مرة «مادام كوري» وزوجها «بير كوري» أثناء مطالعتهما للأجسام الراديو كتيفية (الأجسام ذات التشعشعات الذرية والتي تكون ذراتها في حالة تآكل وزوال). فقد إكتشفا عام ١٨٩٨ في