كرائد الفضاء الذي يقذف بصاروخه إلى كرات العالم ، فاقع في حضن إنسان مفكر وعالم جلس تحت الشجرة وهو مشغول بابداع مؤلف قيّم أدبي وعلمي وأخلاقي وفلسفي.
فأجلب بلطافتي وطراوتي إنتباه ذلك العالم حتى أصبح جزءاً من بدنه فأواصل سعي وجهدي في دمه وعروقه وأخترق الأغطية الرقيقة والحساسة لدماغه فاتحول إلى أمواج فكرية مبدعة لخلق لوحة أدبية وفلسفية رائعة أو أتحول إلى إكتشاف علمي مميز ، ثم أصبح أثراً خالداً بعد أن يسطر في قلمه على صفحات كتابه ، وهكذا أكتسب صبغة أبدية فاوضع في المكتبات فاحظى باستفادة الجميع.
فلو كان الأمر كذلك لكان هذا التصرم دافعاً لي نحو النشاط والحيوية ، وذلك لأنّ قطرة ماء لا قيمة لها قد إختلطت بوجود أكمل حتى تحولت آخر المطاف إلى أثر خالد.
فأية بشارة وفخر وإعتزاز أعظم من هذا!
أما إن كان مصيري الفناء في المستنقعات المتعفنة أو التبخر أو التطاير في الهواء أو العودة العابثة إلى البحر فياله من مصير مؤلم ومفجع.
فهل هناك من فارق بين مصير أولئك الذين يرون الموت هو نهاية الحياة ومصير تلك القطرة من الماء؟
فهل يمكن أن يكون هناك من معنى صحيح لحياتهم ومماتهم؟
هل الإقرار بأصل المعاد ومواصلة الإنسان لتكامله بعد الموت ودخوله لعالم أسمى وأرفع لايمنح حياة الإنسان هدفاً ونماية؟
ويخرجها من عبثيتها؟
ومن هنا نلاحظ أنّ عبثية الحياة من أهم القضايا التي تزعج إنسان