لنفسه من موضع مناسب له. (١)
فلو كان للجنين في بطن أمّه من علم وذكاء دون أن يكون له حظ من علم خارج الرحم وفكر في العيش في ذلك الوسط لما تردد في إتباع مدرسة سارتر.
إنّه سيرى تلك الحياة المحدودة والمزعجة التي تدار بشكل تبعي لا تحمل أي هدف وغاية وعبثية تماماً ، أمّا إن علم أنّه جاء من هناك ليستعد إلى حياة أخرى أوسع وأشمل ، وأنّ هذه المدّة هي فترة تربوية خاصة لايمكن بدونها التمتع بحياة مستقله ، وآنذاك سيرى معنى للحياة في فترة كونه جنيناً.
ولو أيقنا بأنّ المنزل الذي ينتظرنا لاينطوي على العدم ، بل هو وجود بمستوى أرفع وإستمرار لهذه الحياة بآفاق أوسع وأنّ كافة الجهود والمساعي ستنتهي بالتالي إليه ، فمن المسلم به أنّ الحياة ستخرج على هذا الأساس من عبثيتها وطيشها وتتخذ لنفسها مفهوماً جدّياً واضحاً.
وبناءاً على هذا لابدّ من القول : إنّ الأثر الأول للإيمان بالحياة الآخرة بعد الموت والقيامة هو منح الهدفية والغائية لهذه الحياة وإخراجها من العبثية.
* * *
__________________
(١) كتاب الفلسفة (مسائل فلسفية ، مدارس فلسفية ، مباني العلوم) للدكتور شريعتمداري ، ص ٣٦٣.