الإشارة إلى هذا الأمر لأكثر من ١٤٠٠ مرّة في القرآن ، وإليك بعض تلك النماذج.
١ ـ صرّح القرآن الكريم بأنّ الإيمان واليقين القطعي بذلك اليوم العظيم يكفي في تربية الإنسان ، بل للظن أيضا دوراً عظيماً بهذا الشأن : (الا يَظُنُّ اولَئِكَ انَّهُمْ مَبْعُوثُونَ* لِيَومٍ عَظِيمٍ* يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) (١)
٢ ـ أكد القرآن الكريم في مختلف المواضع أنّ «الأمل» و«الرجاء» بذلك العالم يكفي الإنسان في عدم الطغيان وترك اللجاجة إزاء الحق والإتيان بالعمل الصالح ، وهنا ينبغي الالتفات إلى أنّ القطع واليقين لم يتطرق إلى مفهوم الأمل والرجاء (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً) (٢) (وَقَالَ الَّذِينَ لَايَرْجُونَ لِقَائَنَا لَوْلَا انْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرى رَبَّنا) (٣)
٣ ـ ورد في القرآن الكريم أنّ لأعمال وأقوال الإنسان صفة الأبدية ، وكلها ستحضر يوم القيامة وتكون مع الإنسان :
(يِوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ) (٤) كما أكّد في موضع آخر : (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً) (٥)
وهكذا يتبلور في أعماق روح الإنسان ؛ الإنسان الذي يؤمن بالحياة بعد الموت قبس كبير من الشعور بالمسؤولية تجاه جميع أحداث الحياة ووقائعها.
* * *
__________________
(١) سورة المطففين ، الآية ٤ ـ ٦
(٢) سورة الكهف ، الآية ١١٠
(٣) سورة الفرقان ، الآية ٢١
(٤) سورة آل عمران ، الآية ٣٠
(٥) سورة الكهف ، الآية ٤٩