أَبِيْتَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ مُسَهَّداً ، أَوْ أُجَرَّ في الْأَغْلَالِ مُصَفَّداً ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللهَ وَرَسُولَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ظَالِماً لِبَعْضِ الْعِبَادِ ، وَغَاصِباً لِشَيءٍ مِنَ الْحُطَامٍ) (١)
ومثل هذا الفرد يحمي حديدة ويقربها من أخيه ـ ذلك الأخ الذي سأله الزيادة من بيت المال والتمييز بين الأفراد في العطاء ـ فيضج منها ويصرخ ، فيخاطبه ناصحاً (أَتَئِنُّ مِنْ حَدِيدَةٍ أَحْمَاهَا إِنْسَانُهَا لِلَعِبِهِ ، وَتَجُرُّني إِلَى نَارٍ سَجَرَهَا جَبَّارُهَا لِغَضَبِهِ) (٢)
ولما إقترح عليه بعض الأفراد من قصار النظر ترسيخ دعائم حكومته من خلال التمييز العنصري بين صفوف المجتمع الإسلامي قال : (أَتَأْمُرُونِّي أَنْ أَطْلُبَ النَّصْرَ بَالْجَورِ فِيْمَنْ وُ لِّيْتُ عَلَيْهِ! وَاللهِ لَاأَطُورُ بِهِ مَا سَمَرَ سَمِيرٌ ، وَمَا أَمَّ نَجْمٌ في الَّسمَاءِ نَجْماً) (٣)
حقّاً كيف ستصبح الدنيا لو أضاء بصيص من الإيمان القاطع في قلوب كافة زعماء العالم والأفراد من بني البشر؟
فهل سيبقى فيها من أثر لهذه الأنانيات والاستبدادات والظلم والانتهاكات والتجاوزات؟
* * *
ومن هنا تسعى كافة الأديان السماوية لبذل كافة الجهود من أجل تربية الأفراد وإصلاح المجتمعات من خلال إحياء الإيمان بعالم ما بعد الموت في قلوب الناس ، ولاسيّما القرآن الكريم الذي أفرد جزءاً مهماً للمسائل التربوية من خلال سلوك هذا السبيل ، وعليه فليس من العجيب أن ترد
__________________
(١) ـ نهج البلاغة ، الخطبة ٢٢٤
(٢) ٢ ـ المصدر السابق ، الخطبة ٢٢٤
(٣) المصدر السابق ، الخطبة ١٢٦