بسبب عدم عصمتها ومحدودية علمها ومعارفها مهما بلغا.
ومن هنا نقول إنّ الضمير بمفرده لايمكنه أن يحّل محل الدين ، مع ذلك فلعل إنحرافه لايتجاوز الواحد بالألف مقارنة بالانحرافات التي تخترق المحاكم البشرية.
* * *
ومن مميزات هذه المحكمة أنّها تعاقب المجرمين وكذلك تكرم المحسنين ، خلافاً للمحاكم الرسمية التي لا أحظى فيها بكلمة شكر ولو إلتزمت لمئة سنة بالقوانين ولم أنتهك حرمتها ، بل حتى لو خلت صحيفة أعمالي من أدنى مخالفة ، فمثل هذه المحكمة ليس من شأنها التعامل مع الأعمال الحسنة وتقتصر وظيفتها على معالجة الأعمال السيئة.
القضية الأخرى التي تميز هذه المحكمة عمّا سواها هو أنّ عقابها ينبعث من باطن الإنسان وهو على درجة من الشدّة والألم بحيث قد تضيق الدنيا برحابتها وسعتها على هذا الإنسان فتكون أضيق عليه حتى من الزنزانة الإنفرادية.
قد يكون ذنب الإنسان أحياناً كبيراً للغاية فيشتد عذابه حتى يكاد يعيش الجنون ، بل قد يعاني من وطأة ذلك العذاب حتى يتمنى معه الإعدام أملاً في الخلاص من لهيب ذلك العذاب الذي قد لا تطيقه الجبال بينما لايراه من أحد.
إلى جانب ذلك فإنّ ثواب هذه المحكمة أيضاً على درجة من الجلال والعظمة بما لايمكن وصفه وهذا ما نصطلح عليه بسكينة الضمير حيث ليس لدنيا مفردة أخرى تبلغ ذلك الوصف.
يقال : إنّ أحد أسباب إتساع الأمراض النفسية في عصرنا يعزى إلى