قلبي هو مركز هذا العالم وأطراف بدني هي شماله وجنوبه وشرقه وغربه! ... إنّي لأشعر بالفخر والإعتزاز من تصور هذا الأمر ، لكن ما الفائدة فليس هنالك من يشاهد كل هذا المجد ويبارك لهذا الموجود صفوة الخلق!
آه لقد برد الجو فجأة (لقد نهضت الدجاجة بضع لحظات من البيضة من أجل الحب والماء) لقد إجتاح البرد الشديد جميع محيط السجن وقد دبّ في عظمي ، آوه ، إنّ البرد يقتلني ، لقد شع نور عظيم من حدّ العدم في باطن هذا العالم فأضاء جدران سجني ، أظن قد حانت اللحظة الأخيرة للدنيا وقد أشرف كل شيء في هذا العالم على نهايته ، أنّ هذا الضوء الشديد المؤذي وهذه البرودة القارسة تكاد تقتلني.
آه! كم كان عبثياً هذا الخلق وسريعاً لاهدف له ولاطائل من وراءه ، ولادة في السجن ، وموت في السجن ، ثم لا شيء! ...
بالتالي لم أفهم «من أين جئت ، وكيف كان!» ...
آه! يا إلهي ، لقد زال الخطر (عادت الدجاجة ثانية لتنام على البيضة) بدأت تدبّ الحرارة في عظمي ، وقد زال الضوء الخاطف والقاتل ، أشعر باطمئنان كبير ، كم هي لذيذة هذه الحياة!
يا ويلي زلزلة! أصحبت الدنيا كن فيكون (تقوم الدجاجة بتقليب البيوض تحت أقدامها للحصول على حرارة متساوية) لقد هز جميع عظامي صوت ضربة قوية مرعبة ، إنّها لحظة نهاية الدنيا وسينتهى بعدها كل شيء ، أشعر بالدوار وأعضاء بدني ترتطم بجدار السجن ، وكأنّه قدر لهذا الجدار أن يتحطم ويقذف بعالم الوجود بغتة في وادي العدم الرهيب ... إلهي ما الذي يحدث!
آه! ياإلهي ، لقد حسنت الأوضاع وها أناذا أشعر بالإستقرار ؛ فقد زالت