المال ، وحين إمتدت أيديهم إلى تحريف كلمات الأنبياء وتعاليمهم فما كان في الدنيا ومادياتها أثبتوه ، وما كان في القيامة وعقاب أصحاب الدنيا والظلمة والآثمة حذفوه منها ، فهم لايقتصرون على تحريف أخبار العالم لصالحهم ، بل لايتورعون حتى عن تحريف كلمات الأنبياء والكتب السماوية! وقد وردت في القرآن الكريم بعض الآيات التي تشير إلى طبيعة اليهود الذين عاصروا النبي صلىاللهعليهوآله ومدى حرصهم على الحياة المادية : (وَلَتَجِدَنَّهُمْ احْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيوةٍ) (١).
وهذه هي الروحية التي تلمس فيهم اليوم كما الأمس ، كأنّها أصبحت جزءاً من دمهم وطبيعتهم على مرور الزمان ، وهذا مايفسر سلوكيتهم وتشردهم في الماضي ومدى لجاجتهم في العصر الراهن ، ولانرى أنّهم سيخرجون من دوامتهم إلّاأن يعيدوا النظر في حياتهم ويمدوا يد السلام إلى شعوب العالم ولايقتصرون بالقيمة والقدسية على المادة فقط ، على كل حال رغم عدم إهتمام كتب العهد القديم بقضية القيامة فإنّ هناك تعبيرات واضحة يمكن مشاهدتها بهذا الخصوص ، نعرض الآن إلى بعض نماذجها.
١ ـ نقرأ في الكتاب الأول لصاموئيل (الباب ٢ الجملة ٦) :
«إنّ الله يحيي ويميت ويقبر ويبعث». والعبارة ـ كما يفهم منها ـ تدل صراحة على المعاد الجسماني إضافة إلى أصل القيامة ، فالقبر مكان الجسم الذي يتبدل فيه تراباً ، وإلّافالقبر لايضم الروح لتنبعث منه ، وهذا يشبه ما ورد في القرآن : (وَانَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ في الْقُبُورِ) (٢)
٢ ـ نقرأ في كتاب يوشع النبي (الباب ٢٦ الجملة ١٩) :
«سيحيى موتاك ويريدون أجسادي ، انهضوا يا من سكنتم في التراب
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية ٩٦.
(٢) سورة الحج ، الآية ٧.