الحية في البحار ، فأخذت النباتات بالانتشار تدريجياً ، ثم أخذت إثر ذلك أولى الحشرات الصغيرة والحيوانات المختلفة تسرح وتمرح في البحار واليابسة.
لكن إلى الآن لا أحد يعلم السبب الذي يقف وراء ظهور الكائن الحي من المادة التي لاحياة فيها ، وكل الذي نعلمه هو أنّ عوامل خفية إتحدت مع بعضها لتكون هذا الإبداع العظيم ، أمّا جزئيات ذلك فما زالت من الأسرار التي لم يقف كنهها العلماء لحدّ الآن.
* * *
وبناءاً على هذا فإنّنا نلاحظ بوضوح أنّ أجزاء من بدننا الفعلي كانت سابقاً متناثرة في زوايا هذه الأرض الواسعة الخالية من الروح والحياة ، ولعل هناك ملايين الكيلو مترات من المسافة بين ذراتها.إلّاأنّ ذلك التناثر وهذه المسافة لم تكن لتمنعها من التجمع يوماً مع بعضها وتشكيلها لبدن الإنسان.
فهل من العجب أن يتكرر هذه العمل مرّة أخرى فتتجمع الذرات التي أصحبت تراباً وتناثرت هنا وهناك لتلبس ثوب الحياة وتعاد الخلقة الأولى؟
فإن رأى الإعرابي ذلك الأمر ضرباً من الجنون ، فما بالنا نحن الذين نعيش في ظل هذا التطور العلمي فنراه عملياً يمكن تحقيقة ، وهو ما عبّر عنه الفلاسفة بقولهم : (حكم الأمثال فيما يجوز وفيما لايجوز واحد)
* * *