وحوض النبي صلىاللهعليهوسلم حق ....
____________________________________
العباد وقد ورد في خصومه الحيوانات أنه سبحانه يقتصّ للشاة الجماء من القرناء ثم يقول لها : كوني ترابا (١) وحينئذ يقول الكافر الظالم الفاجر يا ليتني كنت ترابا (وحوض النبي صلىاللهعليهوسلم حق) لقوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) (٢) وفسّره الجمهور بحوضه أو نهره ، ولا تنافي بينهما لأن نهره في الجنة وحوضه في موقف القيامة على خلاف في أنه قبل الصراط ، أو بعده ، وهو الأقرب والأنسب.
وقال القرطبي : وهما حوضان أحدهما قبل الصراط ، وقبل الميزان على الأصح ، فإن الناس يخرجون عطاشا من قبورهم فيردّونه قبل الميزان والصراط الثاني في الجنة وكلاهما يسمى كوثرا. انتهى. وروى الترمذي وحسّنه أنه صلىاللهعليهوسلم قال : إن لكل نبي حوضا وأنهم يتباهون أيّهم أكثر واردة ، وإني أرجو أن أكون أكثرهم واردة (٣) ، هذا ونقل القرطبي أن من خالف جماعة المسلمين كالخوارج والروافض والمعتزلة وكذا الظّلمة والفسقة المعلنة يطردون عن الحوض لما وقع بينهم من [إنكار] (٤) الحوض وحديث الحوض (٥). رواه من الصحابة بضع وثلاثون ، وكان أن يكون متواترا (٦) ، وقد ورد حديث : «حوضي
__________________
(١) أخرجه ابن جرير ٣٦١٦٢ من حديث أبي هريرة مرفوعا وإسناده ضعيف فيه راو لم يسمّ وأخرجه ابن جرير موقوفا عن عبد الله بن عمرو ٣٦١٦٠ ، وعن أبي هريرة ٣٦٦١. وله شواهد واهية انظر الدرّ المنثور : ٦ / ٥٠٧.
(٢) الكوثر : ١.
(٣) أخرجه الترمذي ٢٤٤٥ من حديث سمرة بن جندب وفي سنده سعيد بن بشير ، وهو ضعيف ، وعنعنه الحسن ، وذكر الترمذي أنه ورد مرسلا وقال : هو أصح ، وذكره الهيثمي في المجمع ١٠ / ٣٦٣ وقال : رواه الطبراني (٧٠٥٣) وفيه مروان بن جعفر السمري وثّقه ابن أبي حاتم ، وقال الأزدي يتكلمون فيه ، وبقية رجاله ثقات. انظر فتح الباري ١١ / ٤٦٧.
(٤) أضفت كلمة [إنكار] حتى يستقيم المعنى ولعل الصواب في إضافتها.
(٥) يشير المصنّف هنا إلى حديث أنس بن مالك الذي أخرجه البخاري ٦٥٨٢ ، ومسلم ٢٣٠٤ ولفظه : «ليردنّ عليّ ناس من أصحابي الحوض ، حتى إذا عرفتهم اختلجوا دوني ، فأقول : أصحابي فيقول : لا تدري ما ذا أحدثوا بعدك».
(٦) بل بلغت أحاديث الحوض حدّ التواتر ولقد استقصى طرقها الحافظ ابن كثير في تاريخه البداية والنهاية ١ / ٣٣٧ ـ ٣٧٣ وقال في مفتتحها : ذكر ما ورد في الحوض المحمدي سقانا الله منه يوم القيامة من الأحاديث المشهورة المتعددة من الطرق المأثورة الكثيرة المتضافرة ، وإن رغمت أنوف كثير من المبتدعة المكابرة القائلين بجحوده المنكرين لوجوده ، وأخلق بهم أن يحال بينهم وبين وروده كما قال بعض السلف : من كذب بكرامة لم ينلها ، ولو اطّلع المنكر للحوض على ما سنورده من الأحاديث قبل مقالته لم يقلها. وانظر أيضا فتح الباري ١١ / ٤٦٨ ـ ٤٦٩ فقد استوفى ـ