____________________________________
الترتيب صريح لو وجد له سند صحيح.
وعن ابن العماد أن خديجة إنما فضلت على فاطمة باعتبار الأمومة لا السيادة العمومية ، وقد سئل ابن داود : أيّ أفضل هي أم أمها؟ قال : فاطمة بضعة النبي صلىاللهعليهوسلم ، فلا نعدل بها أحدا ، يعني من هذه الحيثية لا بالكليّة.
وسئل السبكي (١) فقال : الذي نختاره وندين الله تعالى به أن فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوسلم أفضل ، ثم أمها خديجة ، ثم عائشة ، وقد صحّح ابن العماد أيضا أن خديجة أفضل من عائشة لما ثبت أنه صلىاللهعليهوسلم قال لعائشة حين قالت قد رزقك الله خيرا منها ، فقال عليه الصلاة والسلام لها : «لا والله ما رزقني الله خيرا منها ، آمنت بي حين كذّبني الناس ، وأعطتني مالها حين حرمني الناس» (٢). ويؤيده أن عائشة أقرأها النبي صلىاللهعليهوسلم السلام من جبريل عليهالسلام (٣) ، وخديجة أقرأها السلام جبرائيل من ربها (٤) ، إلّا أن حديث كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء ولا مريم ، وآسية ، وخديجة ، وفضل عائشة على النساء ،
__________________
ـ ١٤٨ ، وأبو يعلى ٢٧٢٢ ، وابن حبان ٧٠١٠ ، والحاكم ٢ / ٥٩٤ و ٣ / ١٦٠ و ١٥٨ ، وصححه ووافقه الذهبي ، والطبراني ١١٩٢٨ و ٢٢ / ١٠١٩ و ٢٣ / ١ بإسناد صحيح عن ابن عباس.
(١) هو علي بن عبد الكافي بن سليم السبكي تقي الدين الحافظ الفقيه الشافعي المتوفى بالقاهرة ٧٥٦ ه. من تصانيفه الابتهاج في شرح المنهاج للنووي في الفقه وغيره.
(٢) أخرجه أحمد ٦ / ١١٨ ، والطبراني ٢٣ / ٢٢ كلاهما بهذا اللفظ عن عائشة ، وقال الهيثمي في المجمع ٩ / ٢٢٤ : رواه أحمد وإسناده حسن.
وأخرجه البخاري تعليقا ٣٨٢١ ، ومسلم ٢٤٣٧ ، وأحمد ٦ / ١٥٠ ، والطبراني ٢٣ / ١٤ عن عائشة : ولفظه : «أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يكثر ذكر خديجة قلت : لقد أخلفك الله من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين فتمعّر وجهه صلىاللهعليهوسلم تمعّرا ما كنت أراه منه إلا عند نزول الوحي وإذا رأى المخيلة حتى يعلم أرحمة أو عذاب». وقول عائشة : المخيلة : السحابة.
(٣) أخرجه البخاري ٣٢١٧ و ٦٢٤٩ ، ومسلم ٢٤٤٧ ، والترمذي ٣٨٨١ ، والنسائي ٧ / ٧٠ ، وأحمد ٦ / ٨٨ كلهم من حديث عائشة ونصه : «يا عائش هذا جبريل عليهالسلام وهو يقرأ عليك السلام فقالت : وعليهالسلام ورحمهالله. قالت : وهو يرى ما لا نرى».
(٤) أخرجه البخاري ٣٨٢٠ و ٧٤٩٧ ، ومسلم ٢٤٣٢ ، وابن أبي شيبة ١٢ / ١٣٣ ، وأحمد ٢ / ٢٣١ ، والنسائي في الفضائل ٢٥٣ ، والطبراني ٢٣ / ١٠ ، وأبو يعلى ٦٠٨٩ ، وابن حبان ٧٠٠٩ ، والحاكم ٣ / ١٨٥ ، والبغوي ٣٩٥٣ كلهم من حديث أبي هريرة قال : أتى جبريل صلى الله عليه النبي صلىاللهعليهوسلم فقال يا رسول الله ، هذه خديجة أتتك بإناء فيه طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها من ربّها السلام ، وبشّرها ببيت في الجنة من قصب لا سخب فيه ولا نصب».