____________________________________
وقوله : «أعوذ بعزّة الله وقدرته» (١) وكثير من متأخّري الحنفية على أنه معنى واحد والتعدّد والتكثّر والتجزّي والتبعّض حاصل في الدلالات لا في المدلول ، وهذه العبارات مخلوقة وسمّيت كلام الله لدلالتها عليه وتأديته فإن عبّر بالعربية فهو قرآن ، وإن عبّر بالعبرانية فهو توراة فاختلفت العبارات لا الكلام ، قالوا : وتسمى هذه العبارات كلام الله مجازا ، وهذا كلام فاسد فإن لازمه أن معنى قوله تعالى : (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى) (٢). هو معنى قوله : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) (٣). ومعنى آية الكرسي هو معنى آية المداينة ، ومعنى سورة الإخلاص هو معنى سورة تبّت يدا ، ثم قال : ومن قال إن المكتوب في المصاحف عبارة عن كلام الله ، أو حكاية كلام الله ، وليس كلام الله فقد خالف الكتاب والسّنّة وسلف الأمة (٤).
__________________
ـ فالتمسته ، فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول : «اللهمّ أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك»». وأخرجه أبو داود ١٤٢٧ والترمذي ٣٥٦٦ والنسائي ٣ / ٢٤٨ ، ٢٤٩ وابن ماجة ١١٧٩ وأحمد ١ / ٩٦ و ١١٨ كلهم من حديث علي بن أبي طالب أن رسول الله كان يقول في آخر وتره ... الحديث. وسنده قوي.
(١) أخرجه مسلم ٢٢٠٢ عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه شكا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ثلاثا ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقدرته من شرّ ما أجد وأحاذر» وأخرجه دون قوله «وأحاذر» مالك في الموطأ ٢ / ٩٤٢ ومن طريقه أبو داود ٣٨٩١ والترمذي ٢٠٨٠ وأحمد ٤ / ٢١٧ والبغوي ١٤١٦ عن يزيد بن خصيفة أن عمرو بن عبد الله بن كعب السلمي ، أن نافع بن جبير أخبره أن عثمان بن أبي العاص أنه أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وبه وجع كاد يهلكه فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «امسحه بيمينك سبع مرات وقل أعوذ بعزّة الله وقدرته من شرّ ما أجد». قال : فقلت ذلك فأذهب الله ما كان بي ، فلم أزل آمرا بها أهلي وغيرهم.
وأخرجه ابن ماجة ٣٥٢٢ من طريق زهير بن محمد عن يزيد بن خصيفة ... «اجعل يدك اليمنى عليه ، وقل : بسم الله أعوذ بعزّة الله وقدرته من شرّ ما أجد وأحاذر سبع مرات» فشفاني الله.
وأخرجه الطبراني في الكبير ٨٣٤٠ و ٨٣٤١ و ٨٣٤٢ من طرق عن يزيد بن خصيفة به وصحّحه الحاكم ١ / ٣٤٣ ووافقه الذهبي.
وأخرجه من طريقين عن يزيد بن خصيفة أحمد ٦ / ٣٩٠ والطيالسي ٩٤١ عن عمرو بن عبد الله بن كعب عن أبيه أن النبي صلىاللهعليهوسلم.
(٢) الإسراء : ٣٢.
(٣) البقرة : ٤٣.
(٤) من قوله : وقد قال صلىاللهعليهوسلم أعوذ بكلمات الله إلى هنا نقله الشارح من شرح العقيدة الطحاوية ١ / ١٨٩ بشيء من التصرّف.