____________________________________
وقال شارح عقيدة الطحاوي : قول الإمام الأعظم (١) ، فلما (٢) كلّم موسى كلّمه بكلامه الذي هو من صفاته يعلم أنه حين جاء كلّمه لا أنه لم يزل ولا يزال أزلا وأبدا يقول : يا موسى كما يفهم ذلك من قوله تعالى : (وَلَمَّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ) (٣). ففهم منه الردّ على من يقول من أصحابه أنه معنى واحد قائم بالنفس لا يتصوّر أن يسمع ، وإنما يخلق الله الصوت في الهواء كما قاله أبو منصور الماتريدي ...
وقول الإمام الأعظم (٤) الذي هو من صفاته (٥) ردّ على من يقول إنه حدث له وصف الكلام بعد أن لم يكن متكلّما ، وبالجملة فكلّ ما يحتجّ (٦) به المعتزلة مما يدلّ على (٧) كلام متعلق بمشيئته وقدرته وإنه متكلّم (٨) إذا شاء ، وإنه يتكلم شيئا بعد شيء فهو حق يجب قوله وما يقول به من يقول إن كلام الله قائم بذاته وإنه صفة له ، والصفة لا تقوم إلا بالموصوف فهو حق يجب قبوله والقول به فيجب الأخذ بما في قول كلّ من الطائفتين من الصواب والعدول عمّا يردّه الشرع والعقل من قول كلّ منهما (٩) وهذا فصل الخطاب.
وقد قال صلىاللهعليهوسلم : «أعوذ بكلمات الله» (١٠). وهو عليه الصلاة والسلام لم يتعوّذ بمخلوق بل هو كقوله : «أعوذ برضاك» (١١) ، ....
__________________
(١) في شرح الطحاوية ١ / ١٨٧ : قوله.
(٢) في شرح الطحاوية : ولما.
(٣) الأعراف : ١٤٣.
(٤) ورد في شرح الطحاوية : وقوله.
(٥) في شرح الطحاوية : لم يزل ردّ.
(٦) في شرح الطحاوية : تحتجّ.
(٧) في شرح الطحاوية : على أنه.
(٨) في شرح الطحاوية : يتكلم إذا شاء.
(٩) انظر شرح العقيدة الطحاوية ١ / ١٨٧ ـ ١٨٨.
(١٠) أخرجه أحمد ٣ / ٤١٩ وابن السني في «عمل اليوم والليلة» ٦٤٢ من حديث عبد الرحمن بن حنبش رضي الله عنه ، وتمامه : «التامّات التي لا يجاوزهنّ برّ ولا فاجر من شرّ ما خلق وذرأ وبرأ ومن شرّ ما ينزل من السماء ، ومن شرّ ما يعرج فيها ، ومن شرّ ما ذرأ في الأرض ، ومن شرّ ما يخرج منها ، ومن فتنة الليل والنهار ، ومن شرّ كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن» وإسناده صحيح.
(١١) أخرجه مسلم ٤٨٦ ، وأبو داود ٨٧٩ ، والترمذي ٣٤٩١ ، ومالك ١ / ٢١٤ ، وابن ماجة ٣٨٤١ وابن أبي شيبة ١٠ / ١٩١ عن أبي هريرة عن عائشة قالت : «فقدت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليلة في الفراش ـ