وصدق فقد ثبت عليه ودام ...
____________________________________
أظهر إيمانه (وصدق) أي في إظهاره بأن يكون إيمانه اللساني مطابقا لتصديق الجنان (فقد ثبت عليه) أي على دينه كما في نسخة والمعنى على دينه الأصلي وفطرته الأولى (ودام) أي على الإسلام وهو تأكيد لما قبله وفي نسخة وداوم أي واستمر عليه ولم يتزلزل لديه.
قال القونوي رحمهالله في تفسير الآية الكريمة قولان : أحدهما قول أهل التفسير وعليه جمع من أكابر الأئمة وأكثر أهل السّنّة والجماعة ، وهو ما روي أن عمر رضي الله عنه سئل عن هذه الآية فقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن الله تعالى خلق آدم ، ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذريّة فقال : خلقت هؤلاء للجنة ، ويعملون عمل أهل الجنة ، ثم مسح ظهره بشماله فاستخرج منه ذرية فقال : خلقت هؤلاء للنار ، ويعملون عمل أهل النار ، فقال رجل : يا رسول الله ففيم العمل؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إن الله تعالى إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة ، وكذلك إذا خلق الله العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله به النار» (١).
__________________
(١) أخرجه مالك في الموطأ ٢ / ٨٩٨ ـ ٨٩٩ ، ومن طريقه أحمد ١ / ٤٤ ـ ٤٥ ، وأبو داود ٤٧٠٣ ، والترمذي ٣٠٧٥ ، وابن جرير ١٥٣٥٧ ، والآجري في الشريعة ص ١٧٠ ، واللالكائي ٩٩٠ ، والبغوي في شرح السّنّة ٧٧ عن زيد بن أبي أنسية ، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن ، عن مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية ... وصحّحه ابن حبان ٦١٣٣ ، والحاكم ٢ / ٣٢٤ ـ ٣٢٥ ـ و ٥٤٤ ووافقه الذهبي وخالفه في موضع آخر ١ / ٢٧ ، وقال : فيه إرسال ، مع أن مسلم بن يسار الجهني راويه عن عمر لم يوثّقه غير ابن حبان ، والعجلي. ثم هو لم يسمع من عمر فيما قاله غير واحد من الأئمة ، وباقي رجاله ثقات ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر ، وقد ذكر بعضهم في هذا الإسناد بين مسلم بن عمر رجلا.
وقال أبو عمر بن عبد البرّ في «التمهيد» ٦ / ٣ : هذا الحديث منقطع بهذا الإسناد ، لأن مسلم بن يسار هذا لم يلق عمر بن الخطاب ، وبينهما في هذا الحديث نعيم بن ربيعة ، وهو أيضا مع هذا الإسناد لا تقوم به حجة ، ومسلم بن يسار هذا مجهول ، وزيادة من زاد في هذا الحديث : «نعيم بن ربيعة» ليست حجة ، لأن الذي لم يذكره أحفظ وإنما تقبل الزيادة من الحافظ المتقن ، وجملة القول في هذا الحديث أنه حديث ليس إسناده بالقائم ، لأن مسلم بن يسار ، ونعيم بن ربيعة جميعا غير معروفين بحمل العلم. وذكره ابن كثير في تفسيره ٢ / ٢٦٢ ـ ٢٦٣ وفي تاريخه ١ / ٨٩ ـ ٩٠ وقال بعد نقل كلام الترمذي : كذا قاله أبو حاتم ، وأبو زرعة ، زاد أبو حاتم بينهما نعيم بن ربيعة ، وهذا الذي قاله أبو حاتم ، رواه أبو داود في سننه ٤٧٠٤ عن محمد بن مصطفى ، عن بقية عن عمر بن هيثم القرشي ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، عن ـ