__________________
نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ) [العنكبوت : ١٠] الى أن قال جلّ وعلا : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ) [العنكبوت : ١٢].
أمّا في الروم ، فقد عقبت الحروف المقطّعة باختبار ودليل على صدق وعد الكتاب ، الذي صدّق الكتاب بالإخبار عن المستقبل ، وما يجري فيه من وعد الروم بالنصر بعد الهزيمة. وهذا ابتلاء يميّز الله به المؤمنين من المنافقين عند هذا الوعد ، وموقف الفريقين منه. ودليل على صدق الكتاب ، وأنّه من الله سبحانه حينما تحقق النصر بالفعل.
(وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٦)).
أمّا سورة القلم ، فكانت ثالثة السور نزولا بمكّة ، وكان الكفّار قد أرجفوا بأنّ الرسول (ص) مجنون ، أو به مسّ من الجن ، فاقتضى الأمر تسليته وتثبيت فؤاده ، وقدّم هذه التسلية على الدفاع عن القرآن الذي جاءه عقب ذلك في الآيات (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (١٠)) [القلم] الى : (أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٥)) [القلم].