تعالى أنه جعل كتاب موسى (ع) هدى لبني إسرائيل ، وأنّه سبحانه ، هداهم به وجعل منهم أئمّة يهدون بأمره ، وأنه كافأهم بذلك ، لصبرهم على أذى أعدائهم.
ثمّ ذكر لأولئك المشركين ، أنّ الأمر في هذا ، لا يقتصر على موسى وقومه ، بل هناك قرون كثيرة أهلكهم الله جلّ جلاله ، على تكذيبهم رسلهم ، وأنّهم يمشون في مساكنهم فيشاهدون ما حصل لهم بأعينهم ؛ ثمّ ذكر تعالى لهم ، أنّ تلك النّقم آية لهم على قدرته ، لو تأمّلوا فيها بعقولهم ؛ وحثّهم على التأمّل في نعمه (سبحانه) عليهم ، بسوق الماء إلى الأرض الجرز (١) ، ليخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم ؛ فجمع بهذا بين ترهيبهم وترغيبهم.
ثمّ ختمت السورة بذكر سؤال المشركين ، على سبيل الاستهزاء : متى هذا الفتح الّذي يكون للمؤمنين؟ وأجابهم جلّ شأنه ، بأنّه إذا أتى يؤمنون بصدقه فلا ينفعهم إيمانهم ، ولا يمهلون ليستدركوا ما فاتهم ؛ ثمّ أمر النبي (ص) أن يعرض عن استهزائهم ، وينتظر وعده بهلاكهم ، فقال تعالى (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (٣٠)).
__________________
(١). أي الأرض الجدبة.