١٢٢ ـ (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ
مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ)
«أو من كان ميتا» : من ، بمعنى «الذي» رفع بالابتداء ؛ والكاف فى «كمن» : خبره ؛ وفى «كان» اسمها ، يعود على «من» ، و «ميتا» : خبر «كان».
«كمن مثله» : مثله ، مبتدأ ؛ و «فى الظلمات» : خبره ؛ والجملة صلة «من» ؛ وتقديره : كمن هو فى الظلمات.
«ليس بخارج منها» : فى موضع نصب على الحال من المضمر المرفوع فى قوله «فى الظلمات». «كذلك زين» : الكاف ، فى موضع نصب نعت لمصدر محذوف ؛ تقديره : تزيينا مثل ذلك ؛ أي : زين للكافرين عملهم.
١٢٣ ـ (وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها وَما
يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَما يَشْعُرُونَ)
«مجرميها» : فى موضع نصب ب «جعلنا» ، مفعول أول ، وتجعل «أكابر» مفعولا ثانيا ، كما قال تعالى : (أَمَرْنا مُتْرَفِيها) ١٧ : ١٦ ؛ أي : كثرناهم ؛ وكما قال : (وَأَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) ١٣ : ٣٣ ؛ أي : نعمناهم.
«ليمكروا فيها» : اللام ، لام كى ، ومعناها : أنه لما علم الله أنهم يمكرون صار المعنى : أنه إنما زين لهم ليمكروا ، إذ قد تقدم فى علمه وقوع ذلك منهم.
١٢٥ ـ (فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ
صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى
الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ)
«ضيّقا» : مفعول ثان ل «جعل» ، و «حرجا» : نعت له.
وإن شئت مفعولا أيضا ، على التكرير ، كما جاز أن يأتى خبر ثان فأكثر لمبتدإ واحد ، وكذلك يجوز مفعولان فأكثر فى موضع مفعول واحد ؛ وإنما يكون هذا فيما يدخل على الابتداء والخبر ؛ تقول : طعامك حلو حامض ؛ فهذه ثلاثة أخبار عن الطعام ، معناها : طعامك جمع هذه الطعوم.
فإن أدخلت على المبتدأ فعلا ناصبا لمفعولين ، أو «كان» ، أو «أن» ، انتصبت الأخبار كلها ، وارتفعت