ـ ٧٢ ـ
سورة الجن
١ ـ (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً)
«أن» : فى موضع رفع ، لأن مفعول ما لم يسم فاعله ل «أوحى» ، ثم عطف ما بعدها من لفظ «أن» عليها ، ف «أن» : فى موضع رفع فى ذلك كله.
وقيل : فتحت «أن» فى سائر الآي ، ردا على الهاء فى «آمنا به» ، وجاز ذلك ، وهو مضمر مخفوض على حذف الخافض ، لكثرة استعمال حذفه مع «أن».
والعطف فى فتح «أن» ، على «آمنا به» ، أتم فى المعنى من العطف على «أنه استمع» ، لأنك لو عطفت ، «وأنا ظنننا» الآية : ٥ ، و «وأنه كان رجال» الآية : ٦ ، و «وأنهم ظنوا» الآية : ٧ ، و «أنا لمسنا» الآية : ٨ و «أنا لما سمعنا الهدى» الآية : ١٢ ، وشبهه ، على «أنه استمع» لم يجز ، لأنه ليس مما أوحى إليهم ، إنما هو أمر أخبروا به عن أنفسهم ؛ والكسر فى جميع ذلك أبين ، وعليه جماعة من القراء ، والفتح فى ذلك على الحمل على معنى «آمنا به» ، وفيه بعد فى المعنى ، لأنهم لم يخبروا بأنهم لما سمعوا الهدى آمنوا به ، ولم يخبروا أنهم آمنوا أنه كان رجال ، إنما حكى الله عنهم أنهم قالوا ذلك مخبرين به عن أنفسهم لأصحابهم ، فالكسر أولى بذلك.
٤ ـ (وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللهِ شَطَطاً)
«الهاء» ، فى «أنه» : للحديث ، وهى اسم «أن» ، وفى «كان» : اسمها ، وما بعدها الخبر.
وقيل : سفيهنا ، اسم «كان» ، و «يقول» : الخبر ، مقدم ، وفيه بعد ، لأن الفعل إذا تقدم عمل فى الاسم بعده ويجوز أن تكون «كان» زائدة.
٦ ـ (وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً)
«الهاء» فى «أنه» : اسم «أن» ، وهو إضمار الحديث والخبر ، و «رجال» : اسم «كان» ، و «يعوذون» : خبر «كان» ، و «من الإنس» : نعت ل «رجال» ، ولذلك حسن أن تكون النكرة اسما ل «كان» ، لما نعتت قربت من المعرفة ، فجاز أن تكون اسم «كان» ، و «كان» واسمها وخبرها خبر : عن «أن».