الذي هو من حدود الشرط ، وحسن ذلك لأن «الذي» قد وصل يفعل ، ولو وصل بغير فعل لم يجز دخول «الفاء» فى الخبر ، لو قلت : إن أخاك فجالس ، لم يجز ؛ إذ ليس فى الكلام ما فيه إبهام.
ويجوز أن يكون «الذي تفرون منه» هو الخبر ، ويكون «الفاء» فى «فإنه ملاقيكم» : جواب للجملة ، كما تقول : زيد منطلق فقم إليه.
٩ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ)
«الجمعة» : يجوز إسكان الميم استخفافا.
وقيل : هى لغة
وقيل : لما كان فيه معنى الفعل صار بمنزلة «رجل هزأة» ، لأنه مفعول به فى المعنى وشبهه ، فصار كهزأة ، الذي يهزأ منه.
وفيه لغة ثالثة : الجمعة ، بفتح الميم ، على نسب الفعل إليها ، كأنها تجمع الناس ، كما يقال : رجل لحنة ، إذا كان يلحن الناس ؛ وقرأة ، إذا كان يقرئ الناس.
ـ ٦٣ ـ
سورة المنافقون
١ ـ (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ
وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ)
العامل فى «إذا» : «جاءك» ، لأن فيها معنى الشرط ، وقد تقدمت عليها.
«يعلم إنك لرسوله» : كسرت «إن» ، لدخول اللام عليها فى خبرها ، فالفعل معلق عن العمل فى اللفظ ، وهو عامل فى المعنى فى الجملة ، ولا يعلق عن العمل إلا الأفعال التي تنصب الابتداء والخبر.
٢ ـ (اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ)
«ما» : فى موضع رفع ب «ساء» ، على قول سيبويه ، و «وكانوا يعملون» : صلة «ما» ، و «الهاء» : محذوفة ؛ أي : يعملونه.
وقال الأخفش : «ما» : نكرة ، فى موضع نصب ، و «كانوا يعملون» : نعته ، «والهاء» : محذوفة أيضا من الصلة ، وحذفها من الصلة أحسن ، وهو جائز من الصفة.