وقال ابن كيسان : «ما» والفعل : مصدر ، فى موضع رفع ب «ساء» ، فلا يحتاج إلى «هاء» محذوفة ، على قوله.
٥ ـ (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ)
«تعالوا يستغفر» : أعمل الثاني منهما ، وهو «يستغفر». وليس فيه ضمير ، لأن فاعله بعده ، ولو أعمل الأول فى الكلام ، وهو «تعالوا» ، لقيل : تعالوا يستغفر لكم إلى رسول الله ؛ لأن تقديره : تعالوا إلى رسول الله يستغفر لكم ، ففي «يستغفر» : ضمير الفاعل على هذا التقدير.
٦ ـ (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ)
«لن يغفر» : لن ، هى الناصبة للفعل ، عند سيبويه.
وقال الخليل : أصلها «لا أن» ، فحذفت الهمزة لكثرة الاستعمال ، ثم حذفت ألف «لا» لسكونها وسكون النون ، فبقيت : لن ، و «ولن» موضوعه لنفى المستقبل ؛ فإذا قلت : لن يقوم زيد ، فإنما هو نفى لمن قال : سيقوم زيد ؛ ولذلك لا يجوز دخول السين وسوف مع «لن» ، لأنها لا تدخل إلا على مستقبل ، فلا تحتاج إلى السين وسوف معها ، ف «لن» هى الناصبة للفعل ، عند الخليل.
وقال سيبويه : إنه لا يجوز : زيدا لن أضرب ، لأنه فى صلة «لن» ، على قول الخليل.
وقد منع بعض النحويين ـ وهو على بن سليمان ـ أن يجوز : زيدا لن أضرب ، من جهة أن «لن» لا تتصرف ، فهى ضعيفة لا يتقدم عليها ما بعدها ، كما لم يجز أن يتقدم اسم «أن» عليها ، وعوامل الأسماء أقوى من عوامل الأفعال ، وإذا لم يتقدم ما بعد عوامل الأسماء عليها ، وهى أقوى من عوامل الأفعال ، كان ذلك فى عوامل الأفعال أبعد ؛ وكذلك «لم» عنده.
والبصريون على جوازه مع «لن».
٨ ـ (يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ)
«ليخرجن» : هذا وجه الكلام ، لأن الفعل متعد إلى مفعول ، لأنه من «أخرج».
فأما من قرأ «ليخرجن» ، بفتح الياء ، فالفعل غير متعد ، لأنه «خرج» ، لكنه ينصب الأول على الحال ، والحال لا يكون فيها الألف واللام إلا فى نادر يسمع ولا يقاس عليه ؛ حكى سيبويه : ادخلوا الأول فالأول ، نصبه على الحال.
وأجاز يونس : مررت به المسكين ، نصب «المسكين» على الحال ، ولا يقاس عليه لشذوذه وخروجه عن القياس.