ـ ٤٠ ـ
سورة غافر (المؤمن)
١ ـ (حم)
قرأ عيسى بن عمر «حم» ، بفتح الميم ، لالتقاء الساكنين ، أراد الوصل ولم يرد الوقف ، والوقف هو الأصل فى الحروف المقطعة وذكر الأعداد ؛ إذا قلت : واحد ، اثنان ، ثلاثة ، أربعة ، فإن عطفت بعضها على بعض ، أو أخبرت عنها ، أعربت ، وكذلك الحروف.
وقيل : انتصب «حاميم» على إضمار فعل ؛ تقديره : اتل حاميم ، واقرأ حاميم ، ولكن لم ينصرف ، لأنه اسم للسورة ، فهو اسم لمؤنث ، ولأنه على وزن الأعجمى ، كهابيل.
١٠ ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ
إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ)
العامل فى «إذ» فعل مضمر ؛ تقديره : اذكروا إذ تدعون ، ولا يجوز أن يعمل فيه «لمقت» ، لأن خبر الابتداء ، قد تقدم قبله ، وليس بداخل فى الصلة ، و «إذ» داخلة فى صلة «لمقت» ، إذا أعملته فيها ؛ فتكون قد فرقت بين الصلة والموصول بخبر الابتداء ؛ ولا يحسن أن يعمل فى «إذ» : «تدعون» ، لأنها مضافة إليه ، ولا يعمل المضاف إليه فى المضاف ؛ ولا يجوز أن يعمل فى «إذ» : مقتكم ؛ لأن المعنى ليس عليه ، لأنهم لم يكونوا ماقتين لأنفسهم وقت أن دعوا إلى الايمان فكفروا.
١٦ ـ (يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ
الْواحِدِ الْقَهَّارِ)
«يوم هم بارزون» : ابتداء وخبر ، فى موضع خفض بإضافة «يوم» إليها ، وظروف الزمان إذا كانت بمعنى «إذا» أضيفت إلى الجمل ، وإلى الفعل ، والفاعل ، وإلى الابتداء والخبر ، كما يفعل ب «إذ» ، فإن كانت بمعنى «إذ» لم تضف إلا إلى الفعل والفاعل ، كما يفعل ب «إذا». فإن وقع بعد «إذا» اسم مرفوع فبإضمار فعل ارتفع ؛ لأن «إذا» فيها معنى الشرط ، وهى لما يستقبل ، والشرط لا يكون إلا لمستقبل فى اللفظ وفى المعنى ، والشرط لا يكون إلا بفعل ، فهى بالفعل أولى ، فلذلك وليها الفعل مضمرا أو مظهرا ، وليست «إذ» كذلك ، لا معنى للشرط فيها ، إذ هى لما مضى ، والشرط لا يكون لما مضى.