ـ ٦٩ ـ
سورة الحاقة
١ ، ٢ ـ (الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ)
«الحاقة» : ابتداء ، و «ما» : ابتداء ثان. و «ما» : بمعنى الاستفهام الذي معناه التعظيم والتعجب. و «الحاقة» ، الثانية : خبر «ما» ، و «ما» وخبرها : خبر عن «الحاقة» الأولى. وجاز أن تكون الجملة خبرا عنها ولا ضمير فيها يعود على المبتدأ ، لأنها محمولة على معنى : الحاقة ما أعظمها وأهولها.
وقيل : المعنى : الحاقة ما هى؟ على التعظيم لأمرها ، ثم أظهر الاسم ، ليكون أبين فى التعظيم. وقد مضى ذكر هذا فى «الواقعة» : ٥٦ ، ومثله : «القارعة ما القارعة» السورة : ١٠١.
٣ ـ (وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ)
«ما» : ابتداء ، و «ما» ، الثانية : ابتداء ثان ، و «الحاقة» : خبره ، والجملة فى موضع نصب ب «أدراك» ، و «أدراك» وما اتصل به : خبر عن «ما» الأولى ، وفى «أدراك» ضمير فاعل يعود على «ما» الأولى ، و «ما» ، الأولى والثانية : استفهام ، فلذلك لم يعمل «أدراك» فى «ما» الثانية ، وعمله فى الجملة ؛ وهما استفهام ، فيهما معنى التعظيم والتعجب.
و «أدراك» : فعل يتعدى إلى مفعولين : الكاف ، المفعول الأول ، والجملة : فى موضع الثاني ؛ ومثله «وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين» ٨٢ : ١٧ ، ١٨ ، و «وما أدراك ما عليون» ٨٣ : ١٩ ، و «وما أدراك ما العقبة» ٩٠ : ١٢ ، و «وما أدراك ما القارعة» ١٠١ : ٣ ، و «وما أدراك ما الحطمة» ١٠٤ : ٥ ، كله على قياس واحد ، فقس بعضه على بعض.
٥ ـ (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ)
«ثمود» : رفع بالابتداء ، و «أهلكوا» : الخبر. وحق «الفاء» أن تكون قبله ؛ والتقدير : مهما يكن من شىء فثمود أهلكوا.
و «ثمود» : اسم للقبيلة ، وهو معرفة ، فلذلك لم ينصرف للتأنيث والتعريف.
وقيل : هو أعجمى معرفة ، فلذلك لم ينصرف ، ويجوز صرفه فى الكلام ، وقد قرئ بذلك فى مواضع من القرآن على أنه اسم للأب ، ومثله : «وأما عاد فأهلكوا» الآية : ٦ ، إلا أن «عادا» ينصرف لخفته ، إذ هو على ثلاثة أحرف الأوسط ساكن.