وقيل : «من» ، فى موضع رفع ، عطف على اسم الله ـ عزوجل ـ أو على الابتداء ، وتضمر الخبر ؛ أي : ومن اتبعك من المؤمنين كذلك.
وقيل : فى موضع رفع عطف على «حسب» : لقبح عطفه على اسم الله ، لما جاء من الكراهة فى قول المرء : ما شاء الله وشئت ، ولو كان ب «الفاء» و «ثم» لحسن العطف على اسم الله ـ جل ذكره.
٦٨ ـ (لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ)
«كتاب» : رفع بالابتداء ، والخبر المحذوف ؛ تقديره : لو لا كتاب من الله تدارككم ، وهو ما تقدم فى اللوح المحفوظ من إباحة الغنائم لهذه الأمة.
وقيل : هو ما سبق أن الله لا يعذب إلا بعد إنذار.
وقيل : هو ما سبق أن الله يغفر الصغائر لمن اجتنب الكبائر.
وقيل : هو ما سبق أن الله يغفر لأهل بدر ما تقدم من ذنوبهم وما تأخر «لمسّكم» : جواب «لو لا».
٦٩ ـ (فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
«حلالا طيّبا» : حال من المضمر فى «فكلوا مما».
٧١ ـ (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ
وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
«خيانة» : تجمع على : خياين ، وأصل «الياء» الأولى : الواو ؛ لأنه من : خان يخون ، إلا أنهم فرقوا بالياء بينه وبين جمع : خائنة وخوائن.
٧٢ ـ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ
آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ ، بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ
مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا)
«من ولايتهم» : من فتح الواو ، جعله مصدر «الولي» ؛ يقال : هو الولي ، ومولى بين الولاية ، بالفتح.
ومن كسر الواو ، جعله مصدر ل «وال» ، يقال : هو وال بين الولاية.
وقد قيل : هما لغتان فى مصدر «الولي».