٣٥ ـ (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ)
«البلد» : بدل من «هذا» ، أو عطف بيان ، و «آمنا» : مفعول ثان.
٤٣ ـ (مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ)
«مهطعين مقنعى رؤوسهم» : حالان من الضمير المحذوف ؛ تقديره : إنما نؤخرهم ليوم تشخص فيه أبصارهم في هاتين الحالتين.
٤٤ ـ (وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنا أَخِّرْنا
إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ)
«يوم» : مفعول ل «أنذر» ، ولا يحسن أن يكون ظرفا للإنذار ، لأنه لا إنذار يوم القيامة ، فتقول عطف على «يأتيهم» ، ولا يحسن نصبه على جواب الأمر ؛ لأن المعنى يتغير فيصير : إن أنذرتهم في الدنيا قالوا ربنا أخرنا ؛ وليس الأمر على ذلك ؛ إنما قولهم وسؤالهم التأخير ، إذا أتاهم العذاب ورأوا الحقائق.
٤٦ ـ (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ)
من نصب «لتزول» فاللام لام جحد ، والنصب على إضمار «أن» ، ولا يحسن إظهارها كذلك مع لام «كي» ، لأن الحجة مع الفعل كالسين مع الفعل في «سيقوم» ، إذ هي نفى مستقبل ، فكما لا يحسن أن يفرق بين السين والفعل ، كذا لا يجوز أن يفرق بين اللام والفعل ؛ وتقديره : وما كان مكرهم لتزول منه الجبال ؛ على التصغير وللتحقير لمكرهم ؛ أي : هو أضعف وأحقر من ذلك ، ف «الجبال» في هذه القراءة : تمثيل لأمر الشيء وثبوته ودلائله.
وقيل ، هي تمثيل للقرآن ، والضمير في «مكرهم» : لقريش ، وعلى هذه القراءة أكثر القراء ، أعنى كسر اللام الأولى وفتح الثانية.
وقد قرأ الكسائي بفتح اللام الأولى وبضم الثانية ، فاللام : الأولى لام تأكيد ، على هذه القراءة ، و «أن» مخففة من الثقيلة ؛ و «الهاء» : مضمرة مع «أن» ، تقديره : وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال.
فهذه القراءة تدل على تعظيم مكرهم وما ارتكبوا من فعلهم ، و «الجبال» أيضا : يراد بها أمر النبي وما أتى به ، مثل الأول ؛ وتقديره : مثل الجبال في القوة والثبات. و «الهاء والميم» : ترجع على كفار قريش.
وقيل : إنها ترجع على نمرود بن كنعان في محاولته الصعود إلى السماء ليقاتل من فيها. و «الجبال» هي المعهودة.