وقال الأخفش : «الذين يمشون» : نعت ل «عباد» ، والخبر محذوف.
وقال الزجاج : «الذين يمشون» : نعت ، والخبر : «أولئك يجزون» الآية : ٧٥.
«سلاما» : نصب على المصدر ؛ معناه : تسليما فأعمل «القول» فيه ؛ لأنه لم يحك قولهم بعينه إنما حكى معنى قولهم ، ولو حكى قولهم بعينه لكان محكيا ولم يعمل فيه القول ، فإنما أخبر تعالى ذكره أن هؤلاء القوم لم يجاوبوهم بلفظ سلام بعينه.
وقد قال سيبويه : هذا منسوخ ، لأن الآية نزلت بمكة قبل أن يؤمروا بالقتال.
وما تكلم سيبويه فى شىء من الناسخ والمنسوخ غير هذه الآية ، فهو من السلام ، وليس من التسليم.
قال سيبويه : ولما لم يؤمر المسلمون يومئذ أن يسلموا على المشركين ، استدل سيبويه بذلك أنه من السلام ، وهو البراءة من المشركين ، وليس من التسليم ، الذي هو التحية.
٦٧ ـ (وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً)
«وكان بين ذلك قواما» : اسم «كان» مضمر فيها ؛ والتقدير : كان الإنفاق بين ذلك قواما.
و «قواما» : خبر «كان».
وأجاز الفراء أن يكون «بين ذلك» اسم «كان» ، وهو مفتوح ، كما قال ، (وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ) ٧٢ : ١١ ، ف «دون» عنده ، مبتدأ ، وهو مفتوح : وإنما جاز ذلك لأن هذه الألفاظ كثر استعمال الفتح فيها ، فتركت على حالها فى موضع الرفع ، وكذا تقول فى قوله : (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ) ٦ : ٨٤ ، هو مرفوع ب «تقطع» ، ولكنه ترك مفتوحا ، لكثرة وقوعه كذلك ، والبصريون على خلافه فى ذلك.
٦٩ ـ (يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً)
من جزم ، جعله بدلا من «يلق» الآية : ٦٨ ، لأنه جواب الشرط ، ولأن «لقاء الآثام» هو مضاعفة العذاب والخلود ، فأبدل منه ، إذ المعنى يشتمل بعضه على بعض ؛ وعلى هذا المعنى يجوز بدل بعض الأفعال من بعض ؛ فإن تباينت معانيها لم يجز بدل بعضها من بعض.
ومن رفع ، فعلى القطع ، أو على الحال.