ألا ترى أنك لا تقول : انتظرت إلى زيد ، وتقول : نظرت إلى زيد ، ف «إلى» تصحب نظر العين ولا تصحب نظر الانتظار.
ومن قال إن «ناظرة» بمعنى : منتظرة ، فقد أخطأ فى المعنى وفى الإعراب ، ووضع الكلام فى غير موضعه.
وقد ألحد بعض المعتزلة فى هذا الموضع وبلغ به التعسف والخروج عن الجماعة إلى أن قال : «إلى» ليست بحرف جر ، إنما هى اسم ، واحده : ألاء ، و «ربها» : مخفوض بإضافته إليها لا بحرف الجر ؛ والتقدير ، عنده : نعمة ربها منتظرة.
وهذا محال فى المعنى ، لأنه تعالى قال : وجوه يومئذ ناضرة ؛ أي : ناعمة ، فقد أخبر أنها ناعمة : وقد حال النعيم بها وظهرت دلائله عليها ، فكيف ننتظر ما أخبرنا الله أنه حال فيها ، إنما ننتظر الشيء الذي هو غير موجود ، فاما أمر موجود حال فكيف ننتظره ؛ هل يجوز أن تقول : أنا أنتظر زيدا ، وهو معك لم يفارقك.
وذهب بعض المعتزلة إلى أن «ناظرة» من «نظر العين» ، ولكن قال : معناه : إلى ثواب ربها ناظرة.
وهذا أيضا خروج عن الظاهر ، ولو جاز هذا لجاز : نظرت إلى زيد ، بمعنى : نظرت إلى عطاء زيد.
وهذا نقض لكلام العرب ، وفيه إفساد المعاني ونقضها ؛ على أنا نقول : لو كان الأمر كذلك لكان أعظم الثواب المنتظر النظر إليه ، لا إله إلا هو.
٣١ ـ (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى)
«لا» ، الثانية : نفى ، وليست بعاطفة ، فمعناه : فلم يصدق ولم يصل.
٣٣ ـ (ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى)
«يتمطى» : فى موضع الحال من المضمر فى «ذهب» ؛ وأصله : يتمطط ، من المطيط ، ولكن أبدلوا من الطاء الثانية ياء ، وقلبت «ألفا» لتحركها وانفتاح ما قبلها.
والتمطط : التمدد.
٣٦ ـ (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً)
«سدى» : نصب على الحال من المضمر فى «يترك» ، و «أن» : سد مسد المفعول ل «يحسب».