قال : (أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) (٥) : أي مرسلين الرسل إلى العباد. (رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ) : أي لا أسمع منه (الْعَلِيمُ) (٦) : أي لا أعلم منه. (رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : ومقرأ الحسن : (رب السماوات والأرض) (١) (وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (٧) لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) (٨).
قال : (بَلْ هُمْ) : أي المشركون (فِي شَكٍّ) : يعني من البعث (يَلْعَبُونَ) (٩).
ثمّ قال للنبيّ عليهالسلام : (فَارْتَقِبْ) أي فانتظر (يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ (١٠) يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ) (١١) : يعني الجدب وإمساك المطر عن قريش. (رَبَّنَا) : أي يقولون : ربّنا (اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ) (١٢).
قال الله عزوجل : (أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى) : أي كيف لهم الذكرى ، أي : الإيمان ، بعد نزول العذاب (وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ) (١٣) : أي محمّد عليهالسلام. (ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ) (١٤) : أي إنّما يعلّمه عبد بني الحضرميّ ، وكان كاهنا في تفسير الحسن. وقال بعضهم : عدّاس ، غلام عتبة بن ربيعة ، وكان يقرأ الكتب.
قال الله عزوجل : (إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ (١٥) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ) (١٦) : أي من أعدائنا يوم القيامة.
ذكر بعضهم عن مسروق عن عبد الله بن مسعود أنّه قيل له : هاهنا رجل يزعم أنّه يأتي دخان قبل يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم ، ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام. وكان متّكئا فغضب وجلس ثمّ قال : أيّها الناس اتّقوا الله ؛ من علم علما فليقل به ، ومن لم يعلم فليقل : الله أعلم ، فإنّ من العلم أن يقول العبد فيما لا يعلم : الله أعلم. قال الله لنبيّه عليهالسلام : (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) (٨٦) [سورة ص : ٨٦] (٢). وسأخبركم عن الدخان : إنّ قريشا ، لمّا أبطأوا عن الإسلام ، دعا عليهم رسول الله فقال : اللهمّ أعنّي عليهم بسبع كسبع
__________________
(١) من هنا تتوقّف مخطوطة ع ويسقط منه نحو ورقتين أو ثلاث من القطع الكبير فيها تفسير بقيّة سورة الدخان ، وسورة الجاثية إلى الآية ٢٥ منها. ومن حسن الحظّ أنّ ما سقط من ع موجود كلّه في مخطوطة ق في خمس ورقات من القطع المتوسّط ، وموجود مختصرا في ز ، من ورقة ٣١٨ إلى ورقة ٣٢٢.
(٢) ورد هذا الخبر مضطربا في ق فأثبتّ تصحيحه من ز ، ورقة ٣١٩ ، ومن تفسير الطبريّ ، ج ٢٥ ص ٨٦.