قوله : (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) : [يعني فيستزلّك الهوى عن طاعة الله في الحكم ، وذلك من غير كفر] (١) (إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ) (٢٦) : أي أعرضوا عن يوم الحساب ، لم يؤمنوا به.
قوله : (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً) : أي ما خلقناهما إلّا للبعث والحساب والجنّة والنار. وذلك أنّ المشركين قالوا : إنّ الله خلق هذه الأشياء لغير بعث ، كقوله تعالى : (وَقالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ) (٢٩) [الأنعام : ٢٩] فقال الله : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ) (١١٥) [المؤمنون : ١١٥].
قال الله : (ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) : أي أنّهم لا يبعثون ، وأنّ الله خلق هذه الأشياء باطلا.
قال : (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (٢٧) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) (٢٨) : أي كالمشركين في الآخرة. أي : لا نفعل.
قوله : (كِتابٌ) : أي هذا كتاب ، يعني القرآن (أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ) (٢٩) : أي أولو العقول ، وهم المؤمنون.
قوله : (وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (٣٠) : والأوّاب : المسبّح (٢)
(إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ) (٣١) : يعني الخيل [السراع] (٣). والصّافن في تفسير مجاهد : الفرس حين يرفع إحدى رجليه حتّى تكون على طرف الحافر (٤) ، أى بسنبكه.
__________________
ـ الرازي ، التفسير الكبير ، ج ٢٦ ص ١٨٩ ، ففيهما وفي غيرهما ما يكفي للردّ على هذه المفتريات من الإسرائيليّات.
(١) زيادة من ز ، ورقة ٢٩٣.
(٢) كذا في ع ، والصواب ما قاله أبو عبيدة في المجاز ، ج ٢ ص ١٧٩ : «الأوّاب الرّجّاع ، وهو التّوّاب ، مخرجها من آب إلى أهله ، أي : رجع ...».
(٣) زيادة من ز ، ورقة ٢٩٣.
(٤) نسب هذا الشرح اللغويّ إلى الحسن في ع ، والصحيح أنّه لمجاهد كما جاء في ز ، وفي تفسير مجاهد ، ـ