بها وتفتحونها ، يعني كلّ غنيمة يغنمها المسلمون إلى يوم القيامة. (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) (٢١).
قال الله : (وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) : [في تلك الحال] (١) (لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا) : يمنعهم من ذلك القتل الذي يقتلهم المؤمنون (وَلا نَصِيراً) (٢٢) : ينتصر لهم.
قال : (سُنَّةَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ) : أي بقتل من أظهر الشرك ، إذ أمر النبيّ عليهالسلام بالقتال. قال : (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً) (٢٣). قال الله عزوجل : (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ) : قال الكلبيّ : كان هذا يوم الحديبيّة ، وكان المشركون من أهل مكّة قاتلوا نبيّ الله ، وكان شيء من رمي نبل وحجارة من الفريقين جميعا ، ثمّ هزم الله المشركين وهم ببطن مكّة ، فهزموا حتّى دخلوا مكّة ، ثمّ كفّ الله بعضهم عن بعض. قال الله : (وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً) (٢٤).
قوله عزوجل : (هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) : عن نافع عن ابن عمر قال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم صدّه المشركون عن المسجد الحرام وأنا معه فنحر [ونحر أصحابه] (٢) الهدي بالحديبيّة.
قوله عزوجل : (وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً) : أي محبوسا (أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ) : أي لئلّا يبلغ محلّه. قال : (وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ) بمكّة يدينون بالتقيّة (لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ) : فتقتلوهم (فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ) : أي إثم (بِغَيْرِ عِلْمٍ).
قال الله تعالى : (لِيُدْخِلَ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ) : أي في دينه الإسلام فيسلمون ، وقد فعل الله ذلك. قال الله : (لَوْ تَزَيَّلُوا) : أي زال المسلمون من المشركين والمشركون من المسلمين فصار المشركون محضا (لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً) (٢٥) : أي لسلّطناكم عليهم فقتلتموهم.
__________________
(١) زيادة من ز ، ورقة ٣٣١.
(٢) زيادة من ز ، ورقة ٣٣١.