يقول : فجالوا في البلاد على مثل التفسير الأوّل (١). (هَلْ مِنْ مَحِيصٍ) (٣٦) : أي هل من ملجأ يلجأون إليه من عذاب الله ، أي : فلم يجدوا ملجأ حتّى هلكوا.
قال : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ) : أي عقل ، وهو المؤمن (أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) (٣٧) : تفسير مجاهد : أو ألقى السمع والقلب شهيد. وتفسير الحسن : أو ألقى السمع وهو شهيد ، أو الوحي (٢) ، يعني أهل الكتاب ، كقوله عزوجل : (نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ) [البقرة : ١٠١] يقول : إنّ في ذلك للمؤمن وللكتابيّ أن يذكر.
قوله عزوجل : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) : واليوم منها ألف سنة. كقوله عزوجل : (وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) (٤٧) [الحج : ٤٧].
قال عزوجل : (وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ) (٣٨) : أي من إعياء. وذلك أنّ اليهود أعداء الله قالت : لمّا فرغ الله من خلق السماوات والأرض أعيا فاستلقى على ظهره ، ثمّ وضع إحدى رجليه على الأخرى [استراح] (٣). فأنزل الله : (وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ).
ذكروا عن داود بن حصين عن عكرمة عن ابن عبّاس أنّه استلقى يوما على ظهره ، ثمّ رفع إحدى رجليه على الأخرى ثمّ قال : كذبت اليهود أعداء الله ، ما مسّ الله من لغوب.
ذكروا عن عبادة بن الأشيم أنّه رأى رسول الله مستلقيا وضع إحدى رجليه على الأخرى وهو يقول : ما مسّ الله من نصب (٤).
__________________
(١) وأورد الفرّاء في المعاني ، ج ٣ ص ٧٩ ـ ٨٠ قراءة ثالثة ليحيى بن يعمر بكسر القاف المشدّدة فقال : «ومن قرأ : (فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ) فكسر القاف ، فإنّه كالوعيد. أي اذهبوا في البلاد فجيئوا واذهبوا».
(٢) وقال الفرّاء في المعاني ، ج ٣ ص ٨٠. يقول : «أو ألقى سمعه إلى كتاب الله وهو شهيد ، أي : شاهد ليس بغائب». وقال ابن أبي زمنين ، كما في ز ورقة ٣٣٦ : «استمع كتاب الله وهو شاهد القلب والفهم ، ليس بغافل ولا ساه».
(٣) زيادة من ز ، ورقة ٣٣٦.
(٤) لم أجد هذا الحديث فيما بين يديّ من مصادر التفسير والحديث ، ولعلّه ممّا انفرد بروايته ابن سلّام. جاء في ع ـ