قوله عزوجل : (لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها) : أي إذا اشتهوا الشيء جاءهم من غير أن يدعوا به ، ويكون في في أحدهم الطعام فيخطر على باله الطعام الآخر ، فيتحوّل ذلك الطعام في فيه ، ويأخذ البسرة فيأكل من ناحية منها بسرا ، ثمّ يحوّلها فيأكل منها إلى عشرة ألوان أو ما شاء الله من ذلك.
قوله عزوجل : (وَلَدَيْنا مَزِيدٌ) (٣٥) : أي وعندنا مزيد.
ذكروا عن الكلبيّ عن أبي صالح عن ابن عبّاس قال : إذا انصرف أهل الجنّة إلى منازلهم ، انصرف أحدهم إلى سرادق من لؤلؤ [طوله] (١) خمسون ألف فرسخ ، فيه قبّة من ياقوتة حمراء ، ولها ألف باب ، له فيها سبعمائة امرأة ، فيتّكئ على أحد شقّيه ، فينظر إليها كذا وكذا ، ثمّ يتّكئ على الشقّ الآخر ، فينظر إليها مثل ذلك. ثمّ يدخل عليه من كلّ باب ألف ملك من ألف باب معهم الهديّة من ربّهم فيقولون له : السّلام عليك من ربّك ؛ فيوضع ذلك فيقول : ما أحسن هذا. فيقول الملك للشجر حوله : إنّ ربّكنّ يأمركنّ أن تقطعن (٢) له كلّ ما يشتهي على مثل هذا. قال : وذلك كلّ جمعة. قال : وبلغنا أنّ أهل الجنّة ، ولا أحسبه إلّا أرفعهم درجة ، تأتيه الهديّة من ربّه عند مواقيت الصلاة (٣).
وأخبرني (٤) عن السدّيّ قال : لا يزال أهل الجنّة معجبين بما هم فيه حتّى يفتح الله المزيد ، فإذا فتح الله المزيد لم يأتهم شيء من المزيد إلّا وهو أفضل ممّا في جنّتهم.
قوله عزوجل : (وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ) : يعني قبل مشركي العرب (مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً) : أي كانوا أشدّ منهم بطشا ، يعني قوّة ، كقوله عزوجل : (كانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً) [التوبة : ٦٩]. (فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ) : وهي تقرأ على وجهين : بالتثقيل وبالتخفيف ؛ فمن قرأها بالتثقيل فهو يقول : فجوّلوا في البلاد ، أي : حين جاءهم العذاب ، ومن قرأها بالتخفيف فهو
__________________
(١) زيادة يقتضيها سياق الكلام.
(٢) كذا في ق : «أن تقطعن» ، وفي ع : «أن تقطرن».
(٣) جاء في ز ، ورقة ٣٣٦ روايات ثلاث ليحيى بن سلّام في تفسير قوله : (وَلَدَيْنا مَزِيدٌ) ، تتعلّق برؤية الباري ، حذفها الشيخ هود الهوّاريّ لأنّها لم تصحّ عنده ، وأثبت مكانها ما رواه هنا منسوبا إلى ابن عبّاس.
(٤) كذا في ق وع ، بدون ذكر لاسم المخبر ، ولعلّه أحد شيوخ ابن سلّام.