ذنوبه في الخلاء فيستغفر منها.
ذكروا عن عبيد بن عمير قال : كنّا نحدّث أنّ الرجل إذا قال في مجلسه : سبحان الله العظيم ، اللهمّ اغفر لي ما أصبت في مجلسي هذا ، أنّه الأوّاب الحفيظ. ذكروا عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما من قوم يكونون في مجلس يتفرّقون منه على غير ذكر أو صلاة على نبيّهم إلّا كأنّما تفرّقوا عن جيفة حمار ، وكان عليهم حسرة يوم القيامة (١).
ذكروا أنّ جبريل عليهالسلام علّم النبيّ عليهالسلام إذا أراد أن يقوم من مجلس أن يقول : سبحانك اللهمّ وبحمدك ، أشهد ألّا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك ، أستغفرك اللهمّ وأتوب إليك (٢). قوله عزوجل : (وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) أي : لقي الله بقلب مخلص ، كقوله عزوجل : (إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (٨٩) [الشعراء : ٨٩] أي : من الشرك.
قوله عزوجل : (ادْخُلُوها بِسَلامٍ) : ذكروا عن عليّ بن أبي طالب في قوله عزوجل : (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً ..). إلى قوله : (وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ) (٧٣) [الزمر : ٧٣] قال : إذا توجّهوا إلى الجنّة مرّوا بشجرة يخرج من تحتها عينان فيشربون من إحداهما فتجري عليهم نضرة النعيم فلا تتغيّر أبشارهم ولا تشعث أشعارهم بعدها ، ثمّ يشربون من الأخرى فيخرج ما في بطونهم من أذى وقذى ، ثمّ تستقبلهم الملائكة خزنة الجنّة وتقول لهم : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ). وذكر بعضهم : أنّه قوله عزوجل : (ادْخُلُوها بِسَلامٍ).
قال : (ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ) (٣٤) : ذكروا عن نافع عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : إذا دخل أهل الجنّة الجنّة وأهل النار النار ، نادى مناد : يا أهل الجنّة خلود لا موت فيها ، ويا أهل النار خلود لا موت فيها ، وكلّ خالد فيما هو فيه (٣).
__________________
(١) حديث صحيح أخرجه أبو داود في كتاب الأدب ، باب كراهية أن يقوم الرجل من مجلسه ولا يذكر الله ، عن أبي هريرة (رقم ٤٨٥٥) ، ورواه الحاكم في المستدرك وقال : «حديث صحيح على شرط مسلم».
(٢) حديث صحيح أخرجه أبو داود في كتاب الأدب ، باب في كفّارة المجلس ، عن أبي برزة الأسلميّ (رقم ٤٨٥٩).
(٣) انظر تخريجه فيما سلف من هذا التفسير ، ج ٣ ، تفسير الآية ٣٩ من سورة مريم.