قوله : (مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ). ذكروا عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنّ الرجل من أهل الجنّة ليتنعّم في تكأة واحدة سبعين عاما [مع امرأة] (١) فتناديه أبهى منها وأجمل من غرفة أخرى : أما آن لنا منك دولة بعد؟ فيلتفت إليها فيقول : من أنت؟ فتقول : أنا من اللواتي قال الله : (وَلَدَيْنا مَزِيدٌ) (٣٥) [سورة ق : ٣٥] ، فيتحوّل إليها فيتنعّم معها سبعين عاما في تكأة واحدة ، فتناديه أبهى منها وأجمل من غرفة أخرى فتقول : أما لنا منك دولة بعد؟ فيقول : من أنت؟ فتقول : أنا من اللاتي قال الله : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (١٧) [السجدة : ١٧]. فيتحوّل إليها فيتنعّم معها في تكأة واحدة سبعين عاما. فهم كذلك يدورون (٢).
ذكروا عن الضحّاك بن مزاحم عن عليّ قال : إذا دخل أهل الجنّة يدخل الرجل منزله ، ويأتي الأرائك. فإذا فيها سرير ، وعلى السرير سبعون فراشا ، وعليهم سبعون زوجة ، على كلّ زوجة سبعون حلّة يرى مخّ ساقها من باطن الحلل ، فيقضي جماعهنّ في مقدار ليلة من لياليكم هذه.
قوله : (وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) (٢٠) : والحور : البيض في تفسير العامّة.
وتفسير مجاهد : الحور ، أي : يحار فيهنّ البصر ، وينظر الناظر وجهه في جيدها. وتفسير بعضهم : العين : العظام العيون.
ذكروا عن عبد الله بن عمر قال : شعر [شفر] (٣) عينيها أطول من جناح نسر.
وقال بعضهم : الحور العين بيض الألوان ، صفر الحليّ ، خضر الثياب ، يقلن في الجنّة : نحن الناعمات فلا نبؤس (٤) ، ونحن الخالدات فلا نموت ، ونحن الراضيات فلا نسخط ، ونحن
__________________
(١) زيادة لا بدّ منها.
(٢) رواه يحيى بن سلّام عن صاحب له عن أبان بن أبي عيّاش عن شهر بن حوشب عن معاذ بن جبل عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، كما جاء في ز ، ورقة ٣٤٠.
(٣) زيادة لا بدّ منها ليستقيم المعنى.
(٤) كذا في ق وع : «نبؤس» ، بضمّ الهمزة ، وهو صحيح فصيح ، ففي الحديث : «إنّ لكم أن تنعموا فلا تبؤسوا». وأصل الفعل : بؤس يبؤس بأسا ، إذا اشتدّ ، ومنه شدّة البأس في الحرب. ويأتي الفعل بفتح الهمزة ـ