المقيمات فلا نظعن ، طوبى لمن كنّا له وكان لنا.
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : لو أنّ امرأة من نساء أهل الجنّة اطّلعت على أهل الأرض [لملأت الأرض ريح] (١) مسك ، والذي نفسي بيده إنّ عليها لنصيفا (٢) خيرا من الدنيا وما فيها.
ذكروا عن عمرو بن ميمون الأزديّ قال : إنّ المرأة من أهل الجنّة ليكون عليها سبعون حلّة ، وإنّه ليرى مخّ ساقها من وراء ذلك كما يبدو الشراب الأحمر في الزجاج الأبيض.
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : ما حضر قتال قطّ إلّا تزخرفت الجنّة ، ونزلت الحور العين. فإذا أقبل المقاتل قلن : اللهمّ انصره ، وإذا أدبر قلن : اللهمّ ثبّته. فإذا قتل كان أوّل قطرة تقطر من دمه يغفر بها ذنوبه ، وتهبط عليه زوجتاه من الحور العين فتجلسانه ، وتمسحان دمه والغبار عنه وتقولان له : مرحبا بك. فيقول : وأنتما مرحبا بكما. وإذا صرف وجهه عنهما ثمّ التفت إليهما قال : لقد ازددتما في عيني سبعين ضعفا حسنا وجمالا ممّا كنتما عليه. وإذا صرفتا وجوههما عنه قالتا مثل ذلك. فجيدها مرآته ، وجيده مرآتها ، مكتوب بين ثدييها : أنت حبيبي وأنا حبيبتك ، ليس عليّ معدل ولا مصرف. ثمّ قال : والذي بعثني بالحقّ إنّ إحداهن ليكون عليها سبعون حلّة مثل شقائق النعمان ، وإنّه ليرى مخّ ساقها من وراء ذلك ، وتمسك بين أصبعين من أصابعها سبعين حلّة من رقها وحسنها وجمالها ، قلوبهم على مثل قلب أنقاهم ، أو قال : على مثل قلب واحد ، لا اختلاف بينهم ولا تباغض ، يسبّحن الله بكرة وعشيّا (٣).
__________________
ـ في المضارع. ففي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة عن النبيّ عليهالسلام : «من يدخل الجنّة ينعم لا يبأس ...» الحديث. (رقم ٢٨٣٦). وانظر اللسان : (بأس). والحديث رواه الترمذيّ والبيهقيّ وأبو نعيم وغيرهم.
(١) ما بين المعقوفين ساقط من ع وق. ويبدو في الرواية اضطرب. فالجزء الأوّل من هذه الرواية حديث رواه الطبرانيّ والبزار عن سعيد بن عامر بن حذيم. تمامه : «ولأذهبت ضوء الشمس والقمر». والحديث الوارد هنا جزء من حديث رواه البخاريّ في كتاب الجهاد والسير ، باب الحور العين وصفتهنّ. أوّله : «لروحة في سبيل الله أو غدوة خير من الدنيا وما فيها ...». وفيه : «ولو أنّ امرأة من أهل الجنّة اطّلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها». عن أنس بن مالك.
(٢) النصيف : الخمار ، ثوب تضعه المرأة على رأسها وتسدله على ظهرها وجانبيها.
(٣) لم أجده بهذا اللفظ وافيا فيما بين يديّ من مصادر الحديث. وبعض عباراته موجودة في وصف نساء الجنّة.