قوله عزوجل : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ).
[... عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال] (١) : إنّ الله يرفع إلى المؤمن ولده في درجته في الجنّة وإن كانوا دونه في العمل لتقرّ بذلك عينه ، وكذلك الآباء يرفعون إلى الأبناء إذا كانت الآباء دون الأبناء في العمل. ذكروا عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنّه قال : ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلّا أدخله الله الجنّة بفضل رحمته إيّاهم (٢). ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لأن أقدّم سقطا خير من أن أخلّف مائة فارس كلّهم يجاهدون في سبيل الله (٣).
قال : (وَما أَلَتْناهُمْ) : أي وما نقّصناهم (مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ) (٢١) : يعني أهل النار. (كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ) أي بما عمل ، (رَهِينٌ) أي : غلق الرهن (٤). مثل قوله : (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (٣٨) إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ) (٣٩) [المدّثّر : ٣٨ ـ ٣٩] استثنى المؤمنين ، وعامّة الناس مشركون. قال عزوجل : (إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ) ، وهم أهل الجنّة ، وهم المقتصدون.
قوله عزوجل : (وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ) : ذكروا عن أبي هريرة قال : قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : والذي نفسي بيده إنّ أهل الجنّة ليتناولون قطوفها وهم متّكئون على فرشهم ، فما تصل إلى في أحدهم حتّى يبدّل الله مكانها أخرى (٥).
__________________
انظر مثلا : المنذري ، الترغيب والترهيب ، ج ٤ ص ٥٣١ ـ ٥٣٦. وانظر : الدر المنثور ، ج ٦ ص ١١٩ تجد بعض هذا الحديث.
(١) ما بين المعقوفين زيادة من ز ورقة ٣٤٠.
(٢) حديث صحيح أخرجه البخاريّ في كتاب الجنائز ، باب من مات له ولد فاحتسب ، من حديث أنس بن مالك.
(٣) انظر الإشارة إليه فيما سلف ، ج ١ ، تفسير الآية ٢٢٣ من سورة البقرة.
(٤) جاء في ع وق : «علق القوم في النار». والعبارة فاسدة لا معنى لها ، وأثبتّ ما جاء في هامش مخطوطة ع من تصحيح ، «غلق الرهن» ، وهو الصواب إن شاء الله ، أي : كلّ امرئ مرتهن بعمله ؛ يقال غلق الرهن غلوقا إذا لم يستطع الراهن افتكاكه من يد المرتهن.
(٥) لم أجده بهذا اللفظ فيما بين يديّ من المصادر إلّا من رواية يحيى بن سلّام ... عن أبي هريرة مرفوعا ، كما في ز ، ورقة ٣٤٧.