أي في الدنيا (نَدْعُوهُ) : أن يقينا عذاب السموم. (إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) (٢٨) : أي برّ بالمؤمنين ، رحيم بهم ، في تفسير الحسن. وقال بعضهم : البرّ الصادق.
قوله عزوجل : (فَذَكِّرْ) : أي بالقرآن (فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ) (٢٩).
قوله عزوجل : (أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ) (٣٠) : أي قد قالوا : نتربّص به الدهر حتّى يموت ، في تفسير الحسن. وقال مجاهد : يعني حوادث الدهر (١).
قال الله عزوجل لنبيّه عليهالسلام (قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ) (٣١) : أي كانوا يتربّصون بالنبيّ عليهالسلام أن يموت ، وكان النبيّ يتربّص بهم أن يأتيهم العذاب.
قال الله عزوجل : (أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا) : أي بالتكذيب ، أي : ليست لهم أحلام (٢) (أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ) (٣٢) : أي بل هم قوم طاغون ، أي : إنّ الطغيان يأمرهم بهذا ؛ والطغيان الشرك.
(أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ) : يعني محمّدا ، أي القرآن تقوّله محمّد ، أي قد قالوه.
قال الله عزوجل : (بَلْ لا يُؤْمِنُونَ (٣٣) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ) : أي بحديث مثل القرآن. (إِنْ كانُوا صادِقِينَ) (٣٤) : أي لا يأتون بمثله ، وليس ذلك عندهم.
قال عزوجل : (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ) : أي لم يخلقوا من غير شيء ، إنّا خلقناهم من نطفة ، وأوّل ذلك من تراب. قال عزوجل : (أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ) (٣٥) : أي ليسوا بالخالقين ، وهم مخلوقون.
قال عزوجل : (أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) : أي لم يخلقوها.
(بَلْ لا يُوقِنُونَ) (٣٦) : بالبعث. (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ) : يعني علم الغيب (أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ) (٣٧) : أي الأرباب.
__________________
(١) قال الفرّاء في المعاني ، ج ٣ ص ٩٣ : «أوجاع الدهر ، فيشغل عنكم ويتفرّق أصحابه ، أو عمر آبائه ، فإنّا قد عرفنا أعمارهم».
(٢) وقال الفرّاء : «الأحلام في هذا الموضع العقول والألباب».