قوله عزوجل : (وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا) : أي عذابنا (فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ) (٣٦) : أي كذّبوا بما قال لهم لوط (١).
قوله عزوجل : (وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ) (٣٧) : وهي مثل الأولى. وقد فسّرنا حديثهم في سورة هود ، في حديث حذيفة بن اليمان (٢).
وقال عزوجل : (وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ) (٣٨) : أي استقرّ بهم العذاب. قال عزوجل : (فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (٣٩) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (٤٠) وهي مثل الأولى.
قال تعالى : (وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ) (٤١) : أي الرسل ؛ يعني موسى وهارون عليهماالسلام(كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها) : يعني التسع ، أي : اليد والعصا والطوفان والجراد والقمّل والضفادع والدم ، وقال عزوجل : (وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ) [الأعراف : ١٣٠]. قال عزوجل : (فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ) (٤٢) : أي على خلقه. أي : عذّبهم بالغرق.
قال عزوجل : (أَكُفَّارُكُمْ) : [يعني أهل مكّة] (٣) (خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ) : يعني من أهلك من الأمم السالفة ، أي : ليسوا بخير منهم ، كانوا أشدّ منهم قوّة وأكثر أموالا وأولادا.
قال عزوجل : (أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ) (٤٣) : أي براءة من العذاب في الكتب (أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ) (٤٤) : أي [بل يقولون] (٤) نحن جميع منتصر. (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) (٤٥) : يعني يوم بدر.
(بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ) : تفسير موعدهم هذا بعذاب الاستئصال يعني كفّار آخر هذه
__________________
(١) جاءت العبارة مضطربة فاسدة ، فأثبتّ تصحيحها ممّا جاء في ز : ورقة ٣٤٦.
(٢) انظر ما مضى من هذا التفسير ، ج ٢ ، تفسير الآيات ٧٤ ـ ٨٣ من سورة هود.
(٣) زيادة من ز ، ورقة ٣٤٦.
(٤) زيادة من ز أيضا. وقال الفرّاء في المعاني ، ج ٣ ص ١١٠ : (أَمْ يَقُولُونَ) أي : أيقولون نحن جميع كثير منتصر».