الأمّة ، في تفسير الحسن. (وَالسَّاعَةُ أَدْهى) : أي من تلك الأحداث التي أهلك الله بها الأمم السالفة. (وَأَمَرُّ) (٤٦) : أي وأشدّ (١). قال الحسن : إنّ الله معذّب كفّار آخر هذه الأمّة بعذاب لم يعذّب به أمّة من الأمم ، وهي النفخة الأولى.
قوله عزوجل : (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ) : أي المشركين (فِي ضَلالٍ) : أي عن الهدى.
(وَسُعُرٍ) (٤٧) : أي في عذاب ، في تفسير الحسن. وقال مجاهد : في سعر : أي في شقاء. (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ) : أي تسحبهم الملائكة (ذُوقُوا) : أي يقال لهم في النار : ذوقوا (مَسَّ سَقَرَ) (٤٨) : وسقر اسم من أسماء جهنّم (٢).
قوله عزوجل : (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ) (٤٩) : ذكروا عن سعيد بن جبير عن عليّ قال : كلّ شيء بقدر حتّى هذه ، ووضع إصبعه السبّابة على طرف لسانه ، ثمّ وضعها على طرف إبهامه اليسرى.
ذكروا عن عليّ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لا يؤمن العبد حتّى يؤمن بأربعة : يشهد أن لا إله إلّا الله وأنّي رسول الله بعثني بالحقّ ، ويؤمن بالبعث بعد الموت ، ويؤمن بالقدر(٣).
ذكروا عن عطاء بن السايب عن عليّ قال : لا يجد عبد طعم حقيقة الإيمان حتّى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
ذكروا عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر (٤) أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بينما هو في ملإ من أصحابه إذ أقبل رجل حتّى سلّم على النبيّ صلىاللهعليهوسلم والملأ ، فردّ عليهالسلام فقال : يا محمّد ، ألا تخبرني ما الإيمان؟ فقال : الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والبعث بعد الموت
__________________
(١) كذا في ق وع : «وأشد» ، وفي ز : «وأشر».
(٢) قال الفرّاء في المعاني ، ج ٣ ص ١١٠ : «سقر : اسم من أسماء جهنّم لا بجرى [أي لا ينصرف]. وكلّ اسم كان لمؤنّث فيه الهاء أو ليس فيه الهاء فهو لا يجرى ، إلّا أسماء مخصوصة خفّت فأجريت وترك بعضهم إجراءها ، وهي هند ، ودعد ، وجمل ، ورئم ، تجرى ولا تجرى ...».
(٣) حديث صحيح أخرجه الترمذيّ في باب في القدر (٢١٤٦) ، وأخرجه البغويّ في شرح السنّة ج ١ ص ١٢٢ ؛ باب الإيمان بالقدر ، كلّهم يرويه من حديث عليّ بن أبي طالب.
(٤) كذا في ق وع ، والصحيح أن يزاد فيه : «عن أبيه عمر بن الخطّاب».